03/06/2017
الطمع يسبب الغباء
كان هناك رجل فقير يعمل بالزراعة عند اصحاب الاراضي الزراعية , كان الرجل لا يملك سوى كوخ صغير يعيش فيه مع زوجته , وكان له حصان شاب نشيط .
وكان الفلاح دائم الشكوى من ضيق رزقه ولكن زوجته كانت تصبره وتقول بأن الله واسع العطاء , ولكن عليك ان تسعى طلباً للرزق .
فقرر ان يبيع حصانه , فباعه واشترى بها قطعة ارض فوق الجبل بعيدة جداً وبقي لديه بضع دراهم , اشترى بها حماراً عجوزاً يكاد لا يقوى على الحركة .
وفي الصباح الباكر انطلق الفلاح الى ارضه وهو يجر حماره معه , وبدأ بحرث الارض وقلب تربتها , فإذا بمجرفته تضرب بشيء معدني فانهال بالحفر , واخرج ثلاثة صناديق كبيرة مليئة بالذهب والدنانير والمجوهرات , فجن جنونه ولم يصدق ما تراه عيناه , ولم يعرف ما يفعل , ولكن الطمع اعمى بصره وبصيرته فلم يفكر بشيء سوى ان حمل الصناديق الثلاث على ظهر الحمار العجوز , وانهال عليه بالضرب لكي يسرع في مشيته البطيئة جداً , ولكنه حمار عجوز لا يقوى على مثل هذا الوزن الثقيل , وطمع الفلاح اغلق عليه باب التفكير , اذ ان بإمكانه ان يترك جزأ من الذهب ويدفنه مكانه ويأخذ الجزء الاخر , ويعود فيما بعد ويأخذ الكمية المدفونة , ولكن الطمع وعدم القناعة جعلته يدفع بالحمار العجوز الى الهاوية .
ففي منتصف الطريق وقع الحمار على جانبه ولم يستطع على الحراك او ان يكمل وقام الرجل بضربه بقوه لكي يجعله يقف على اقدامه , ولكن الحمار مات مع غروب الشمس من شدة الضرب والتعب , وكان امام الفلاح طريق طويل يجب ان يكمله فخبأ صندوقان خلف شجرة كبيرة , وحمل الصندوق الثالث على ظهره , واخذ يمشي ويلهث من الوزن الكبير , ولكنه لم يبتعد كثيراً حتى ادركته عصابة من اللصوص , فسرقوا الصندوق الذي يحمله وضربوه حتى اغمي عليه , وعندما ذهبوا في الطريق وجدوا ذلك الحمار الميت فعلموا انه قد مات بسبب الحمل الكبير وان الصندوق الذي معهم ليس بالوحيد , فأخذوا يفتشون في الارجاء حتى وجدوا الصندوقان الاخران خلف تلك الشجرة , فعادوا ادراجهم الى ذلك الفلاح وقاموا بضربه مرة اخرى حتى سالت الدماء من جميع اجزاء جسده , لأنه لم يخبرهم فيما سبق ان هناك المزيد من الذهب .
وكان هذا بتوجيه من زعيمهم عندما قال "ان ذلك الاحمق لم يخبرنا عن هذان الصندوقان , لنعد اليه ونضربه مرة اخرى" .
فكان عقاباً شديداً للفلاح اذ لم يحض بالذهب ... ومات حماره ... وتكسرت عظامه من شدة الضرب .
"لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي" .
وفي نهاية القصة فإن الطمع يسبب الغباء .
والقناعة كنز لا يفنى , ويجعل التفكير سليماً