03/01/2024
** سينما شنتكلير بالسويس ***
منظر خارجي لمبني سينما شنتكلير .
وكان قد اسسها احد رجال اﻻعمال المحبين للفن خلال النصف اﻻول من اﻻربعينيات وتم افتتاحها في 1944 لعرض اﻻفلام اﻻجنبيه فقط ...
ويحكي كل من حضر افتتاحها آنذاك بانه كانت توجد على يمين ويسار الشاشة شاشتين صغيرتين يتم عليهما عرض الترجمة العربية قبل ميلاد انيس عبيد لينقذ الموقف ... .
وكان تصميم السينما من الداخل ينم عن البساطه وخلوها من دسم كلاكيع الزخرفة او الفخامة وتشتمل على صاله وبلكون دون وجود للوج او البناوير وبالطبع خلوها من الترسو ابو تلاته صاغ والتي يسميها السوايسه " السخوه " لكنها كانت مثال للهدوء والرونق والجمال ومقصد لراغبي المتعة الفنية يؤكده اسمها الواضح الصداح ...
ونظرا ﻻرتفاع ثمن تذاكر دخول الصاله بـ تسعة قروش ونصف والبلكون ب اتناشر قرش ونصف مره واحدة فقد كان يحجم عن دخولها الغير قادرين او يخطوا عتبتها حتي ﻻيتعثروا فيها كما كان معظم روادها من صفوة المجتمع وابناء الجاليات اﻻيطاليه واليونانية واﻻرمن وعائلات كبار القادة اﻻنجليز الذين كانوا يقيمون في عمارات البر الثاني الجميله وكذا بعض جنود الجيش اﻻنجليزي .والغير مرغوب في تواجدهم لرزالتهم وقلة أدبهم ...
وعقب الغاء معاهدة 36 وبعد اشتداد معارك الفدائيين ضد القوات اﻻنجليزيه في 1951 كان من الطبيعي حظر تواجدهم داخل المدينه وتم طردهم وترحيلهم عنها واصبح رواد السينما قاصراً علي السوايسه المحترمين والعائلات اﻻيطالية واليونانيه واﻻرمانيه الصديقه ...
وكما هي عادة ثقافة دور السينما في السويس تم انشاء سينما صيفي ملاصقة للمبني اﻻصلي كانت مقصدا ترفيهيا جميلا داخل حديقه غناء وورود ورياحين وفل وياسمين يغمر الموجودين بشذاه الطيب مع روائح قراطيس ابو فروه المشوي على فحم عم محمود الملتهب القابع امام مدخل السينما وروائح سندويتشات الكبدة والمخ النفاذه ام خمسه تعريفه المستوردة من عند سوسو الحلواني القريب من السينما
وكثيرا ماكانت تتلذذ باستطعامها بها معنا الفتيات الفاتنات اﻻجنبيات فتخلق فيما بيننا التواصل اﻻجتماعي قبل ظهور المحمول بينما يستمتع الجميع بمشاهدة افلام اول عرض ann اﻻميره المتوحشه الهندي الملون وكوفاديس بترجمته العربيه الي اين اتجه ..
وذهب مع الريح لروبرت تايلور وشمشون ودليله اللي مسخرته دليله وفصت له شعر راسه مصدر قوته فانتقم فيكتور ماتيور وهد المعبد فوق راس الجميع
وكان لي حظ فهمه طشاش لصغر سني وخصوصا ان اسرائيل ظلت تطارد هذا الفيلم وتحرقه في كل انحاء العالم ﻻعتقادهم انه كان يسئ الي الديانه اليهوديه ...
واستمرت السينما تعمل حتي اشتدت المعارك الحربيه خلال حرب 67 فعزف محبيها عن دخولها واستاجرها أحد تجار بقالة الجمله ليعرض بها بعض اﻻفلام العربيه
لكنها سرعان مافقدت هويتها فاصابها الوهن وانتهي عمرها اﻻفتراضي فتم هدمها في نهاية التسعينات ليقام فوق اشلائها برج سكني في غياب سكانه عن سماع صدي انشودة النغم الصادح ودون ان يدركوا فوق اي ارض يعيشون واي مجد فني انهارت احدي اجمل قلاع القوه الناعمه في بلدنا ..