حكايات وقصص قصيره

حكايات وقصص قصيره قصص قصيره من واقع الحياه ومن بعض الخيال ..مرحبا بكم ..اتم

هل يعجبكم نظام الكفيل؟هل هى عبوديه؟شاهد الفيلم واحكم بنفسك..قصة فيلم حياة الماعز The Goat Lifeويحكي الفيلم قصة حقيقية لش...
17/08/2024

هل يعجبكم نظام الكفيل؟
هل هى عبوديه؟
شاهد الفيلم واحكم بنفسك..
قصة فيلم حياة الماعز The Goat Life
ويحكي الفيلم قصة حقيقية لشخص اسمه نجيب، شاب هندي سافر إلى السعودية بحثًا عن عمل ليجد نفسه مسؤول من شخص سعودي ادعى أنه كفيله وأخذه إلى الصحراء ليرعى الغنم، عاش حياة الجحيم لمدة ٣ سنوات في الصحراء مجبرًا ولا يستطيع الفرار.

الفيلم يستند في أحداثه أيضًا إلى رواية بنيامين، ويعكس مآسي نظام الكفيل منذ بدايته في فترة السبعينات قبل أن يخضع للكثير من التعديلات القانونية، واعتقد صناع الفيلم أنه ربما سيسبب مشاكل مع الجهات السعودية، لذلك المخرج وضع في مقدمة الفيلم ملاحظة تقول أن الفيلم لا يقصد الإساءة لأي بلد أو شعب.

رابط مباشر ..
https://w27.my-cima.net/watch.php?vid=c22da3ad5

27/02/2023

من المؤكد أن هذه القصة ستبدو للعديدين أشبه بالميلودراما الشهيرة، لأفلام المخرج الراحل (حسن الإمام)، ومن المؤكد أيضاً أن العديدين سيعتبرونها مثالاً للرومانسية النمطية، التي انتهى عهدها، ولم تعد مقبولة في هذا العصر، الذي سيطرت عليه الماديات، وانكمشت فيه مساحة العواطف والروحانيات، ولكن دافعي الرئيسي لكتابتها هي أنها قصة واقعية، عاصرت بدايتها ونهايتها بنفسي، وأثارت في أعماقي الكثير والكثير من المشاعر والانفعالات.
والعشرات والعشرات من الأفكار والتحليلات..
ولقد بدأت القصة مع أيامي الأولى في (القاهرة)، التي انتقلت إليها من بلدي الصغيرة، كخطوة حتمية للاقتراب من مواقع العمل، واختصار الوقت الضخم، الذي أفقده في السفر إليها ومنها يوميًا ..
ففي تلك الأيام، كنت أجلس مع صديق جديد، من أصدقاء العمل، نناقش فكرة جديدة، عندما دخل الساعي، وهمس في أذنه بأن سيدة تطلب مقابلته، ولم يكد يذكر له اسمها، حتى انتفض صديقي في اهتمام شديد، وقال للساعي في حماسة:
ـ دعها تدخل على الفور.
ونهض بنفسه لاستقبال السيدة، التي بدت في منتصف العشرينات، هادئة الملامح إلى حد كبير، وإن ارتسمت على وجهها، وأطلت من عينيها لمحة حزن واضحة، أفسدت الكثير من سمات جمالها البسيط، وأضفت عليها عمرًا إضافيًا زائفًا ، وبؤسًا واضحًا، زاد من عمقه ذلك الطفل، الذي لم يتجاوز عمره الأول، والذي تحمله في رفق، وتضمه إليها في حنان، يخيّل إليك أنه يكفي لإسعاد نصف أطفال الأرض دفعة واحدة..
وعندما حاولت مغادرة الحجرة، لأفسح لهما المجال للحديث بحُرية، أصرّ صديقي على بقائي، وانتحى من السيدة المتشحة بالسواد ركنًا من أركان مكتبه، وراح يتبادل معها حديثًا خافتًا، انهمرت خلاله دموعها في غزارة، حتى كدت أشاركها إياه، من شدة انفعالي وتأثري..
وتوقعت أن يعرض صديقي عليها بعض المال، أو أن ينهض ليجري لها بعض الاتصالات بشأنها، إلا أن هذا أو ذاك لم يحدث، وإنما انتهى الحديث بينهما بعد دقائق عشر, لم تزد، ونهضت هي بعدها, ومسحت دموعه وهي تصافحه, قبل أن تنصرف بنفس الهدوء والصمت، اللذيّن دلفت بهما إلى الحجرة..
وعاد صديقي إلى مكتبه، وهو يطلق من أعمق أعماق صدره زفرة حارة، ويهز رأسه مشفقًا, ويغمغم:
ـ ياللبؤس !
وعلى الرغم من فضولي الشديد، لمعرفة ذلك السر، الذي يختفي خلف تلك الأرملة الحزينة ـ كما تصورت ـ إلا أنني لم أجرؤ على سؤاله عنها، خشية أن يكون في ذلك تدخل فيما لا يعنيني، فأنال ما لا يرضيني، إلا أنه تطوع بالحديث قائلًا:
ـ إنها إحدى قريباتي من الدرجة الثانية، توفي زوجها منذ ثلاثة أشهر، وترك لها ابنة لم تبلغ عامها الأول بعد.
شجعني حديثه على أن أقول:
ـ كنت أتوقع هذا، ولكنني تصورت في الواقع أن زوجها توفي منذ مدة أقصر.
تنهد مرة أخرى، ولوح بيده قائلًا:
ـ من المؤكد أن جزءًا كبيرًا من حزنها يعود إلى فقد زوجها، ولكن الجزء الآخر يرجع إلى المشكلات العديدة، التي أحاطت بها بعد موته.
هممت بسؤاله عن تلك المشكلات، أو بعرض استعدادي للمساعدة في حلها، إلا أنني أحجمت عن هذا خشية أن أسيء إليه أو إليها بهذا، ولكنه واصل في بساطة:
ـ عائلة زوجها الراحل تمتلك متجرًا لبيع الذهب والمجوهرات، وكان هو يمتلك ربعه، بعد وفاة والده وتوزيع التركة عليه وعلى أشقائه.
قلت في اهتمام:
ـ وأعتقد أنه في حال وفاته ستحصل ابنتها على ثلث نصيبه، وتحصل هي على الثمن، ويوزع الباقي على أشقائه..
تنهد في أسف، قائلًا:
ـ ولكنهم يرفضون هذا تمامًا.
قلت في دهشة:
ـ يرفضونه؟! .. ولكن ليس لهم الحق في هذا، قانونًا أو شرعًا.. إنها قوانين المواريث، والمأخوذة من القرآن مباشرة.
هز رأسه في أسى، قبل أن يقول:
ـ المشكلة أن تقييم تركة كهذه أمر شاق للغاية، فأشقاء زوجها الراحل يمكنهم إخفاء معظم البضائع في المتجر، كما يمكنهم وضع عقبات عديدة في طريقها، وهي وحيدة كما ترى، ولا يمكنها التصدي لهم.
سألته في حيرة:
ـ ولماذا يفعلون هذا؟ .. المفترض أنهم أثرياء إلى حد كبير، وهي زوجة شقيقهم الراحل, ونصيبها ليس ضخمًا؟
أجاب في حزن:
ـ المشكلة أنها تريد أن تظل شريكة لهم بنصيبها ونصيب ابنتها من الميراث، إلا أنهم يرفضون هذا تمامًا، ويصرون على منحها قدرًا من المال فحسب، على ألا يكون لها أدنى نصيب من أسهم المتجر.
تضاعفت حيرتي، وأنا أسأله:
ـ وما حكمتهم في هذا؟
تنهد، قائلًا:
ـ يقولون إنها من الممكن أن تتزوج مستقبلًا، ويصبح زوجهم شريكًا لها بالتبعية، وهم يرفضون أن يشاركهم أي غريب عملهم.
قلت في أسى:
ـ ولكنه حقها !
هز رأسه مرة أخرى، قبل أن يقول:
ـ ومن ينظر إلى الحقوق والواجبات في هذا الزمن؟
أحنقني الموقف كثيرًا، وضايقني أن يتعامل أشقاء مع زوجة شقيقهم الراحل بهذه القسوة، وأن يستغلوا قوتهم في مواجهة ضعفها، لإجبارها على التنازل عن حق منحها إياه الله (سبحانه وتعالى)، وأيدته القوانين الوضعية، وسألت صديقي في ألم:
ـ وماذا ستفعل؟
أجابني في خفوت:
ـ بل قل ماذا فعلت .. لقد أخبرتني الآن أنها قبلت عرضهم مرغمة، فهي تحتاج وابنتها إلى النقود، وتعلم أنها لن تستطيع التصدي لسطوتهم واتصالاتهم قط.
سألته في اهتمام:
ـ وهل منحوها من النقود ما يساوي حقها؟
هز رأسه نفيًا، وهو يجيب:
ـ ليتهم فعلوا .. ربنا احتفظت عندئذ بشيء من احترامهم في أعماقي .. لقد أعطوها مائة ألف من الجنيهات، على الرقم من أن الخبراء المحايدين قدروا نصيبها ونصيب ابنتها بربع مليون جنيه دفعةً واحدة ..
ثم مال نحوي، مستطردًا:
ـ ولكن ثق في أن صفقتهم ليست رابحة كما يتصورون، فالله (سبحانه وتعالى) يمهل ولا يهمل.
أيدت قوله بمنتهى الحماسة، ثم طرحنا هذا الأمر جانبًا، وعدنا نناقش فكرتنا الجديدة، وكيفية إخراجها إلى النور، وإن لم تفارق صورة الأرملة الحزينة رأسي بسهولة، وظللت أفكر في موقفها, وموقف أشقاء زوجها الراحل لعدة أيام، ثم لم يلبث الأمر كله أن انزاح من ذهني، مع مشكلات العمل والحياة، حتى نسيته تمامًا مع مرور الوقت ..
ومضى على هذه الواقعة أربعة أعوام كاملة، انمحى خلالها كل أثر لها في أعماقي، ثم كان في يوم، ذهبت فيه لزيارة صديقي هذا، دون موعد سابق، وعندما دخلت إلى مكتبه، نهض لاستقبالي في حرارة، وقدم لي سيدة أنيقة باسمة، تجلس في مكتبه، فصافحتني بابتسامة عذبة صافية، وبقيت بضع دقائق، عرضت خلالها على صديقي خاتمين من الماس، انتقى أحدهما لزوجته، ومنحها شيكًا بثمنه، ثم انصرفت وهي تدعوني لزيارة متجرها مع زوجتي، لمشاهدة معروضاتها الفريدة..
ولم تكد السيدة الأنيقة تغلق الباب خلفها، حتى مال زميلي نحوي، وسألني في لهفة عجيبة:
ـ ألا تذكرها؟
انعقد حاجباي في محاولة للتذكر، وأنا أقول:
ـ الواقع أن ملامحها مألوفة إلى حدٍ ما، ولكنني لست أذكر متي رأيتها بالضبط، ولا أين؟
اتسعت ابتسامته، وهو يقول:
ـ لقد التقيت بها هنا، في مكتبي، منذ أربع سنوات تقريبًا, ولكنها كانت ـ حينذاك ـ أرملة متشحة بالسواد، تحمل طفلة لم تتجاوز عامها الأول بعد ..
استعاد ذهني الموقف كله فجأة، ووجدت نفسي أهتف في دهشة:
ـ أمن المعقول هذا؟!
أومأ برأسه إيجابًا، وهو يبتسم، قائلًا:
ـ اختلفت كثيرًا .. أليس كذلك؟
قلت في حماسة:
ـ بل اختلفت تمامًا .. لم تعد أبدًا تلك الأرملة الحزينة البائسة .. لا ريب في أن تطورات عديدة قد حدثت، خلال هذه السنوات الأربع.
تراجع في مقعده، قائلًا:
ـ لو أخبرتك بما حدث، لن تصدق نفسك.
سألته في لهفة:
ـ وماذا حدث بالضبط؟
أجابني في حماسة:
ـ أنت تذكر أن أشقاء زوجها أعطوها مائة ألف جنيه، تعويضًا عن نصيها في تركته، وأقنعوا المجلس الحسبي بأن هذا كل ما تستحقه، ورضخت هي للأمر تمامًا، واكتفت بوضع المبلغ في البنك كوديعة, والإنفاق مع أرباحه على نفسها وابنتها، في حين حصلت على عمل بسيط في شركة كبرى من شركات الاستثمار، بذلت فيه أقصى وقتها وجهدها وطاقتها، في محاولة لنسيان زوجها الراحل، وتأمين مستقبلها إلى حدٍ ما .. ولأنها أمينة ومخلصة، وقليلة الكلام والشكوى، ترقت في عملها خلال عام واحد, وأصبحت مسئولة عن مصروفات الشركة، وعملية الإحلال والتجديد، مما جعل علاقتها بصاحب الشركة مباشرة، حيث كانت تحتاج إلى توقيعه قبل إصدار أية شيكات، أو دفع أية مصروفات .
واتسعت ابتسامته، وهو يضيف:
ـ ثم تزوجا.
هتفت في دهشة:
ـ تزوجت صاحب الشركة؟!
أومأ برأسه إيجابًا، وهو يقول:
ـ نعم تزوجته .. كان أرملًا أيضًا منذ ثلاثة أعوام، ووجد فيها النضج والتهذيب والاحترام، وشعر أنها تصلح كزوجة لرجل مثله، فلم يتردد في طلب يدها, وعقد قرانه عليها، ونجح زواجهما بفضل هدوئها وحكمتها، وأنجبت منه طفلة أخرى، لم يفرق أبدًا في المعاملة، بينها وبين طفلتها من زوجها السابق.
شعرت بالارتياح لحديثه، وأنا أقول:
ـ حمدًا لله .. لقد عوضها عن مأساتها خيرًا.
أشار بسبابته قائلًا:
ـ مهلًا يا صديقي، فالأحداث المثيرة لم تبدأ بعد.
سألته في دهشة:
ـ هل تطورت الأحداث أكثر؟
أجاب مبتسمًا:
ـ بالتأكيد، ومن جانب أشقاء زوجها هذه المرة.
ملت نحوه، أسأله في لهفة:
ـ وكيف؟
أجابني في حماس واضح:
ـ طمعهم دفعهم للقيام بمحاولة لتهريب الماس، ألقوا خلالها بكل ما لديهم من أموال سائلة، وبكل ما اقترضوه من البنوك، على أمل نجاح المحاولة، وتحقيق أرباح خرافية، ولكن محاولتهم فشلت، وألقت الشرطة القبض عليهم، واضطروا للتنازل عن صفقة الماس كلها، في مقابل عدم مواصلة الإجراءات، وإقامة الدعوى الجنائية ضدهم، فتمت مصادرة الماس، وخسروا كل ثروتهم، وأصبحوا مدينين بما يقرب من أربعة ملايين جنيهًا.
قلت مبهورًا:
ـ سبحان الله .. يمهل ولا يهمل.
أجابني في حماسة أكبر:
ـ انتظر يا رجل ما زال للقضية بقية.
هتفت:
ـ أكثر من هذا؟!
أجاب ضاحكًا:
ـ أكثر بكثير، فعندما أفلسوا، اضطروا لبيع فيلتهم الفاخرة، متجر المجوهرات والذهب، فتقدم زوج قريبتي لشرائها، وجعل عقود البيع والشراء كلها باسمها، فأصبحت هي المالكة الفعلية للفيلا، ومتجر الذهب والمجوهرات، الذي كان لزوجها الراحل ربعه فحسب.
انفغر فاهي وأنا أحملق في وجهه غير مصدق، وهو يتابع في ارتياح:
ـ هل رأيت كيف أنه من الخطأ أن تمكر بحدود الله (سبحانه وتعالى)؟! .. لقد أرادوا حرمانها من بضعة ألوف من الجنيهات، ومن نصيب ضئيل في شركتهم، فمنحها الله (عز وجل) شركتهم كلها, وأصبحوا هم مجرد موظفين لديها .. صدقني يا رجل .. الله (سبحانه وتعالى) يمهل ولا يهمل أبدًا، وهو خير الماكرين ..
لم أستطع التعليق على حديثه هذه المرة، فقد انعقد لساني من شدة انبهاري ودهشتي, وغادرت مكتبه وأنا اضرب كفًا بكف، وأتساءل: هل سيصدق قرائي القصة لو كتبتها؟! .. هل سيصدقون أن ما يحدث في الحياة، يفوق كل ما نراه على شاشات السينما، في أفلام الميلودراما العنيفة؟!
ولكنني اتخذت قراري بكتابة القصة، حتى ولو لم يصدق قارئ واحد أنها قصة حقيقية واقعية، من الألف إلى الياء ..
قصة لا أملك معها سوى أن أردّد عبارة واحدة:
سبحان الله ..

‏ستعلمك الحياة أن الصديق الذي يغيب عنك وقت حزنك ليس له أي قيمة في وقت فرحك..
21/10/2022

‏ستعلمك الحياة أن الصديق الذي يغيب عنك وقت حزنك ليس له أي قيمة في وقت فرحك..

21/10/2022

الحقيقة أن فكرة تخلى شريك الحياة عنك مرعبة..
إذ كيف تم نسيان كل اللحظات الجميله ؟!
وكيف تم نسيان العِشره؟
ولماذا تنهار تلك العلاقات لمجرد سوء تفاهم ؟
ألم يكن هناك ذكرى رائعة ؟
ألم يكن هناك موقف جميل؟
ألم تكن هناك لحظات رومانسيه وضحكات نابعة من القلب؟
فلماذا لا نتذكرها ؟
لماذا لا نتلاشي ما يعكر صفونا ؟
الحياة قصيرة لا تستحق كل هذا العناء..

21/10/2022
إنّنا نستنشق الفساد مع الهواء, فكيف تأمل أن يخرج من المستنقع أمل حقيقي !!! "نجيب محفوظ"
21/10/2022

إنّنا نستنشق الفساد مع الهواء, فكيف تأمل أن يخرج من المستنقع أمل حقيقي !!!

"نجيب محفوظ"

الغُفران لا يشمل إعادة الثقة,يا  #فريدو!! -هذا قانون أساسي لا يتلاعب به  أفراد   حتى و إن كنت أباه 🇮🇹 "من أجمل المبادئ ا...
21/10/2022

الغُفران لا يشمل إعادة الثقة,يا #فريدو!!
-هذا قانون أساسي لا يتلاعب به أفراد حتى و إن كنت أباه 🇮🇹
"من أجمل المبادئ المافيا الإيطالية"
🇮🇹

‏لا تتركوا أحدًا في منتصف الطريق، ربما لم يكن طريقه وقد سلكه من أجلك فقط...
21/10/2022

‏لا تتركوا أحدًا في منتصف الطريق، ربما لم يكن طريقه وقد سلكه من أجلك فقط...

08/09/2022

ريّان يا فجل

- صبري !! غير معقول ..

رفع صبري عينيه يتطلع فى دهشة إلى ذلك الرجل الذى أطلق الصيحة باللغة العربية فى قلب نيويورك وخيِّل إليه لحظات إليه أنه يشاهد وجهاً أمريكياً، بذلك الشعر الأسود الناعم، والعينين الزرقاوين، والقامة الفارهة، ثم لم يلبث أن استوعب الوجه وصاحبه، وهتف بدوره: فوزي.. يالها من مصادفة
اندفعا يتصافحان فى حرارة، وسط الشارع المزدحم، وانطلق نفير السيارات الغاضبة ، فجذبه فوزى إلى الإفريز المقابل وهو يقول: عامان كاملان لم أرك فيهما فى مصر، ثم نلتقي هنا فى مصر! يالها من مصادفة بالفعل.. كيف حالك يارجل؟
لم يجب صبرى وهو يتطلع إليه، واكتفى بابتسامة باهتة، وعقله يسترجع فجأة تلك الذكريات، التى لم تفارق ذهنه قط طوال عامين كاملين، قضاهما هنا فى الغربة، يجتر الأحزان والنكسات والهزائم، ويقاتل بيديه وأسنانه، ليحيا وسط المجتمع الأمريكي.. في قلب نيويورك، حيث يحيا الأمريكيون أنفسهم في معركة طاحنة لا تنتهي، للحصول على لقمة العيش.

*********

تذكَّر تلك المسابقة التي كانت بداية كل شىء . كان يسعى للحصول على تأشيرة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عندما قرأ الخبر فى صحيفة يومية واسعة الانتشار.. خبر إقامة مسابقة أدبية كبرى، للأقلام الشابة، والعقول الجديدة، مع تأكيد من أحد المسئولين الكبار بالحياد التام في التحكيم، وفى اختيار الفائزين.. ومع الخبر نسى السفر والتأشيرة.. بل ونسى أن خريطة العالم تحوي قارة اسمها أمريكا
كان هذا حلم حياته.. أن يصبح أديباً
وبكل الحماس والهمة، راح يبحث عن فكرة جديدة تصلح كقصة قصيرة، أو رواية متوسطة، يضع بها اسمه بين أسماء المتسابقين، عسى أن يفوز
بالجائزة ، ويلمع اسمه فى عالم الأدب و
لم يكتمل الحلم...

*********
فى الصباح التالي فحسب قرأ خبر آخر، يقول :إن الأديب الكبير فلانى الفلانى سيشترك فى المسابقة الأدبية
وامتلأت نفسه بالحنق، والسخط، والحقد، والمرارة.. لماذا يقحم الأديب الكبير نفسه فى مسابقة كهذه ؟! إنه لا يحتاج أو لم يعد يحتاج إلى الشهرة والثراء أو إثبات الذات.. لقد بلغ تلك المكانة، التى تؤهله للفوز بالمسابقة، اعتماداً على اسمه وسمعته فحسب.. حتى لو كانت روايته هى: ريَّان يا فجل.. إنه سيربح المسابقة حتماً.. سيضيع الفرصة عليه وعلى أمثاله من الشبان، الذين يحلمون بدخول عالم الأدب والشهرة، ولو من الأبواب الخلفية والضيقة
ومع حنقه وانفعاله، أمسك أوراقه وأقلامه، وراح يكتب قصة قصيرة عن كاتب كبير، أصر على أن
يقف دائماً حجرة عثرة، فى طريق المواهب الشابة الجديدة.. وكتب.. وكتب.. وكتب.. كل مشاعره نقلها إلى الأوراق.. كل انفعالاته تركها
تتدفق عبر قلمه، حتى فرغ
وفى الصباح الثالث، وصلته موافقة السفارة، وتأشيرة السفر، فأرسل قصته بالبريد، وأنهى إجراءاته، وقرر أن يترك مصر إلى الأبد.

*********

وبعد أسبوع واحد كان فى قلب نيويورك، وهناك بدأت المتاعب الحقيقية.. نام طويلاً على الأرصفة.. أكل بقايا الأطعمة.. نخر البرد عظامه كلها عظمة عظمة.. ومرة واحدة تعرض لمحاولة سرقة، ولكن السارق لم يجد لديه ما يستحق، فمنحه دولاراً، وانصرف عنه إلى ضحية أخرى
ثم عثر على عمل.. كان يجمع القمامة من منتصف الليل إلى الصباح التالى، ثم ينام فى مخزن قديم، من الصباح إلى المساء، ليبدأ دورة البحث والعمل من جديد
وطوال عامين كاملين راح يتنقل من مهنة إلى أخرى أكثر سخافة، حتى استقر به الحال أخيراً فى محطة بنزين كبيرة حيث يعمل الآن.. كان أجره يكفيه بالكاد، ولكنه لا يستطيع التخلى عنه،
حتى يجد عملاً أفضل
وطوال العامين قطع كل صلة له بمصر، ولم يحاول حتى الاختلاط بالمصريين.. كان ينسلخ من جلده كله.. من انتمائه.. من ذكرياته.
ولكن هاهو ذا فوزى صديق الجامعة يظهر فجأة، ويعيد إليه ذكرياته كلها..

*********

أين أنت الآن ؟ -
انتزعه فوزي من ذكرياته بالسؤال، فالتفت إليه بنفس النظرة الخاوية، وهو يجيب
هنا.. أعمل في محطة بنزين -
هتف فوزي: محطة بنزين ؟!.. من يصدق هذا ؟!.. صبري علوان يعمل في محطة بنزين ؟!.. يالسخرية القدر

قال فى عصبية: أية سخرية؟.. أنت تعلم أن مؤهلنا غير مطلوب هنا، ولا يمكننا معادلته، ولم أكن ناجحاً فى مصر، و

قاطعه فوزي: أنت ؟!.. أنت لم تكن ناجحاً ؟!.. كيف يا رجل ؟!.. ألم تطالع صحيفة مصرية واحدة منذ عامين؟

حَّدق صبري فى وجهه بدهشة، وقال: ماذا تعني؟

هتف فوزي: لقد ظلت الصحف تكتب عنك يومياً، طوال شهر كامل، وكل صحفي فى مصر يبحث عنك، والجميع يقولون أنك موهبة خارقة

قال ذاهلاً: أنا؟ أنا يبحث عني الجميع؟

زفر فوزي فى أسف، وقال: كان هذا منذ عامين ، أما الآن فلم يعد هناك من يذكرك.. ياللخسارة!.. كانت فرصة عمرك يا صبري

سأله وهو يكاد يسقط أمامه: لماذا؟ ماذا حدث بالضبط ؟

ضرب فوزي كفاً بكف، وهو يقول: أتعني أنك حتى لم تعرف!.. ياللعجب

ثم مال نحوه، مستطرداً فى عمق: لقد فزت يارجل .. فزت فى مسابقة القصة القصيرة، وفجَّرَت قصتك: ريَّان يا فجل.. حماس النقاد والكتاب.. فزت حتى على الكاتب الكبير نفسه

وسقط فك صبري السفلى فى ذهول.. وهوى قلبه بين قدميه

إذن فقد أتت الفرصة وذهبت

ولأول مرة، منذ وصل إلى نيويورك، شعر صبرى بوحدة عجيبة، وبأن ناطحات السحاب الشهيرة تزداد ارتفاعاً، وهو يزداد بينها ضآلة وانكماشاً

وأخذ فوزي يتحدث، ويتحدث، ولكن صبري لم يعد يسمعه..

لقد ابتلعته المدينة المزدحمة.. وسحقته الوحدة، وهو يصرخ فى أعماقه :

- ريَّان .. ريَّان يا فجل

Address

Abydos
Balyana
82825

Telephone

01118936931

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when حكايات وقصص قصيره posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to حكايات وقصص قصيره:

Share

Category