مجلة صرير الصلصال

مجلة صرير الصلصال صدى قلوبنا على الماء لنشر وإعادة نشر الإبداعات العربية والعالمية.

أنا الحديد الذي أورثته الحضارة التعب والإجهاد قبل أن تلتقطني يد الحطاب، وقبل أن يرمي بي الله في دم ٱدم؛ كنت صغيرا ألهو ب...
25/06/2024

أنا الحديد الذي أورثته الحضارة التعب والإجهاد
قبل أن تلتقطني يد الحطاب،
وقبل أن يرمي بي الله في دم ٱدم؛
كنت صغيرا ألهو بين الحجارة
وأنام على ظهري خلف الجبال.

تمنيت أن ألعب الكرة مع الصغار
على أطراف الغيط؛
لكنني صرت قطارا
لا أعترض وإلا خرجت عن القضبان
وصرت قاتلا.
حين يبكي شباكي المكسور، لا أملك مساعدته
فقط أمضي
كل المارة والركاب ينظرون في المرٱة
لكنني وحيد تبغضني المرايا ويخافني الأطفال.

أوقفوني أسياخا أرفع أعمدة
وأعلو نحو السماء
قلت بإمكاني أن أناجي الله
ليفلتني من قبضة الإسمنت
لكنه تركني للشمس ولضمير البناء.

حولوني لطائر كبير بجناحين
أتنقل بين البلاد والعباد
قلت حسنا ربما أجد إخوتي هنا أو هناك
لكن النحاس والقصدير
كانوا في مهمات أخرى.

تلتف حولي أسلاك الكهرباء
لكي لا أصير قاتلا
هذا البلاستيك الميت
لا يشعر ولا ينقل الحرارة
وحين يسخن دمي
يسيح وتسيل رائحته القبيحة على جسدي.

أرسل لي صديقي الذهب برسالة عزاء
قال فيها: لا تحزن يا صديقي
فحالك أفضل مني
أنت ترافق المساكين والفقراء
الحدادون الطيبون في الضواحي
وتصير أراجيح تهدهد الصغار
أراك في يدي السجين
ويظنك السجان تخنقها
لكنك تعانقها وتقبلها
وتستغفر له ولا يسمعك غير الله
لكنني في برجي العاجي
يقومون بوزني -كل صباح-
يرفعون أخباري في البورصات العالمية
وأزين مقاعد الملوك
تخيل أن تظل مدى الحياة
تسند ظهور الظالمين...

Ashgan Hamdy

سكة سيدنا الولي                                                                       ============جدي هو من بني المقام و...
21/06/2024

سكة سيدنا الولي ============
جدي هو من بني المقام
وضرب السور من حوله
ورحنا نتوارث الدوران من بعده
في الدورة الأولي
تقاسمت معه صندوق النذور
كنت جائعا
وما وضعته السيدة العجوز في الصندوق
-ليعود ابنها الضال _يكفي الطعام ، وعلبة من التبغ الرخيص
ربما تسامحني السيدة العجوز
لأن ابنها قد عاد بالفعل
بعد دعوتين له- عقب شبع-
ربما يسامحني صاحب المقام
لأنني لم أدخن داخل المقام أبدا
ولأنه لم يدخن في حياته قط،
وربما تؤذي صدره رائحة البخور.
في الحقيقة لا أعرف رجلا لم يدخن
وعاش حياة سوية .
في الدورة الثانية كانت جدران حجرتي تعج
بصور لنجمات السينما .
في الدورة الثانية كنت قد تعلمت صيد العصافير،
ولكنني كنت أخشي مصير اساف ونائلة ،
فابتعدت عن المقام قليلا ، وعن السور أقل ،
وعن طفولتي بمسافات شاسعة
ربما يجري فيها الخيّال شهرا
وقلت حتما هو يعلم بطبيعة المرحلة ،
ونزق العصافير .
في حقيقة الأمر لم أعرف
عصفورة تكسرت أجنحتها ولم تتقن الطيران .
الولي النائم في دثاره الزيتوني
يفتح خمسة بيوت
ويجدد طلاء مقامه،
وارتفاع السور من حوله
كل عام علي نفقته الشخصية ،
كما يضمن لنزق
تبغا رخيصا كل يوم ،
وعصافير تسعي اليه كل مساء .

محمد صالح

فيما كان الشيخ مصطفى إسماعيل يصدح "واستبقا الباب"كنتُ أفكِّرُ في طائرٍ لم يعد يصدح على نافذتي وهكذا غاب عني تماماًمشهدُ ...
21/06/2024

فيما كان الشيخ مصطفى إسماعيل يصدح "واستبقا الباب"
كنتُ أفكِّرُ في طائرٍ لم يعد يصدح على نافذتي
وهكذا غاب عني تماماً
مشهدُ المرأةِ التي مزَّقت قميصَ يوسف
وكادت من شراستها أن تمزقَ لحمَ ظهره
لا بأس
سوف أكتبُ في مُقبلِ الأيام
قصيدةً عن القميص
وأتساءلُ فيها
عمَّا إذا كان القميصُ مُبللاً بالعرق
أم بالخوفِ من الله
وعلى أيةِ حال
كان الشيخ مصطفى إسماعيل يُقلِّبُ الأمرَ على وجوهه
ربما ليعطيني فرصةً أخيرة
أعود فيها من طائرٍ لم يعد يصدح على إفريزِ النافذة
إلى مشهدٍ يُجمِّدُ الدمَ في العروق...... وغلَّقتِ الأبوابَ وقالت:
هَيْتَ لَك
هِيْتَ لَك
هِئْتُ لَك
هِئْتَ لَك
يكفي يا مولانا
فالرباعيةُ الوتريةُ هذه
ما كان لأحدٍ أن ينجو منها مشهداً أو سماعاً
ونحنُ لا نعرفُ
ماذا كان بوسع أحدنا أن يفعل
لو كانت له كلٌّ هذه الهِيْئَات
محاطةً بالسكاكين التي
تسابق نسوةُ المدينةِ في استخدامِها لبترِ أصابعهن
"وقلن حاشَ للهِ ما هذا بشراً إنْ هذا إلَّا ملكٌ كريمٌ"
وكان مصطفى إسماعيل قد وصل بتلاوته
إلى مقامِ الإفاقة
وكان يوسفُ قد..... وصلَ إلى الباب.

إبراهيم المصري

الوقت متأخر جدا..ذهب أبي للصيد.. البحر بعيد جدا..خرج أبي حاملا ابتسامته،ولم يرجعبعد عشر سنوات.. اشتاقته أمي،خرجت لتبحث ع...
14/06/2024

الوقت متأخر جدا..
ذهب أبي للصيد.. البحر بعيد جدا..
خرج أبي حاملا ابتسامته،
ولم يرجع

بعد عشر سنوات.. اشتاقته أمي،
خرجت لتبحث عنه ..
تاركة في البيت دعاءها، وحفنة أوجاع،
خرجت أمي، ولم ترجع

البيت بارد جدا..
جدران البيت منكمشة موحشة،
لكن أخي الذي اعتاد طلاءها ورشها بالبهجة،
خرج متكئا على عصاه، وتاريخ حافل بالمرارات،
خرج أخي ليجلب من الشمس ألوانها،
ولم يرجع

الوقت متأخر جدا..
وها أنا ..
على درب لا يسمح بالرجوع،
أهيم بالبحر ﻷرى ابتسامة أبي،
ورثت أوجاع أمي، ودعاءها..
ومن آخر شباك .. لم يعرف البرد..
ألوح ﻷخي من بعيد..
كلما أشرقت الشمس

تقى المرسي

كان أبي نجَّاراًوكنت لُعبته الصَّغيرةيحمل إزميله وينحتبوجنتين وظهرٍ يسعُ أصابعهُ اللَّاسعةهكذا صَنَعنيلم تكُن عدسات الكا...
14/06/2024

كان أبي نجَّاراً
وكنت لُعبته الصَّغيرة
يحمل إزميله وينحت
بوجنتين وظهرٍ يسعُ أصابعهُ اللَّاسعة
هكذا صَنَعني
لم تكُن عدسات الكاميرا وقتها لصِيقةً باليَد
ولا أحد في البلدة يُناهض سوء المعاملة
لذا فالنَّصّ هنا واقعي
والصورة الشعرية
ليست ضرورة مجازيّة
لجلبِ العطف
لكنها السَّبب الوحيد
لفهم حقيقة،
أنني كائنٌ خفِيف
وكل هذا الألم الذي تستلذُّونه
ليس سوى نشارة لدميةٍ خشبية
تستنكر ماضِيها في الوقت الخطأ.

فدوى الزياني

الأيامتتساقط من جيوب المتقاعدين.. من بين الطرقات المفتوحة في بقايا أسنانهم..و لأنها ماكرة، هي أيضا تتساقط من مفكرة ذاكرت...
14/06/2024

الأيام
تتساقط من جيوب المتقاعدين.. من بين الطرقات المفتوحة في بقايا أسنانهم..
و لأنها ماكرة، هي أيضا تتساقط من مفكرة ذاكرتي.. و أبقى وحدي عالقا هناك كما اليوم الثامن من سيرة الخلق.
في الظلام
يحدث أن أصير حكاية سوداوية الإشارات.. بعيون حمراء. حكاية تثمل في السطر الخامس من فصل منسي...
يحدث أيضا أن أصير ورقة تلفيف جد شفافة. ألف الأيام المتساقطة من جيب متقاعد يسكن أرقام الحظ.. سقطت أسنانه كلها و بقي بلا طرقات أخرى تودعه بلا خسارة..
ألف أيضا ما تساقط من أيامي و لا أداري الخيبات التي تشع مني.
في الظلام
أسترد من النسيان كل الحروب التي حملتني إلي بلا انتصارات تخدش ملفي
و تلك التي خبأت؛ نكاية في السقوط؛ في جدار بيتنا القديم..
ذاك الذي صار مزبلة. في الظلام
يحدث أن تبكي تلك الصورة القديمة.. بينما أنا أضحك بهستيريا قطار فوجئ بإحالته على التقاعد..
أضحك؛ و تلك الصورة القديمة تبكي... و تكتب.

Abderrahim Nasef

لست الآن من يلاحق نفسيكنبذة فاشلة عن نفسكوكنت أقصد عذوبة الكارثةوألم يتمرن على الإقناعوأقصد أيضاأن تهرب الغابات منيحين أ...
28/05/2024

لست الآن من يلاحق نفسي
كنبذة فاشلة عن نفسك
وكنت أقصد عذوبة الكارثة
وألم يتمرن على الإقناع

وأقصد أيضا
أن تهرب الغابات مني
حين أقتصد السراب

كحذر
لم يعد الخوف ينظر إليه

ربما نسيت قلبك
فاستولى البرد عليك

ما رماه الآخرون
في اتساعك الكبير
وكنت الذي لا شكل له

أيها الحزن عما نبحث
إن لم يكن ألمك

لا شيء يعرف وجهك
أو يمرر عليه قبلة مبللة

قد لا أخطئ
لكن أظل موسما للهواجس

أخدع البحر
أكون قاعا للذي لا يطاق

لمن مروا كأضواء الحروب
أو كالطيور التي لا أثر لها

قنينة دالي

نجلاء رسول

كبرتُلم أعد أمسكُ بثوبِ أمّي لأقطع الشّارع   ولا أنتظرُ اللّيل  لأدسّ حلمي اللّبني تحتَ الوسادة وأقايضهُ صباحاً  بضحكةِ ...
25/05/2024

كبرتُ
لم أعد أمسكُ بثوبِ أمّي لأقطع الشّارع
ولا أنتظرُ اللّيل
لأدسّ حلمي اللّبني تحتَ الوسادة
وأقايضهُ صباحاً بضحكةِ غزال

***

كبرتُ
ما عاد القمرُ يلاحقني؛
والظلُّ على النافذةِ هو غصن الكينا وليس عكّاز
"أبو كيس".

المئذنةُ ليست اللّه
الوحمةُ على كتفي لم تكن لشيطان يعضّني حين أكذب
القهوةُ لا تجعلني صبيّا بشاربٍ أسود
ساقُ جارنا التي بترت تحت حاوية القمامة
لن تنمو لتنتقم لأولاده منا
رأيتها مرّة في المنام
تجمعنا في الحاوية
وتضرمُ النّار بأجسادنا.

***

كبرتُ
لم تعد لي يدٌ طويلة
تسرق السّكاكر من خزانة الجدّة
وتلوّح بفرحٍ لطائرةٍ ركلت غارتُها
بطن بيتنا الرّيفيّ
حتّى أجهض ما فيه.

كبرتُ وأعلم
أنّي لستُ ندماً رضيعاً
وجدهُ والداي في سلّة
أمام الجامع.

***

كبرتُ كثيراً
ولم أعد أخاف
صرتُ قبل النّوم
أعدُّ أنياب الذّئب الّذي
أكلَ خرافي.

تنديار جاد

من أجلكأصحو كل صباح من أجلك أغسل وجهي من أجلكأعد القهوةوأقرأ الفنجانمن أجلكأرتدي ملابسيوأحشر جسدي في المواصلاتمن أجلك أت...
25/05/2024

من أجلك

أصحو كل صباح من أجلك
أغسل وجهي من أجلك
أعد القهوة
وأقرأ الفنجان
من أجلك
أرتدي ملابسي
وأحشر جسدي في المواصلات
من أجلك
أتحمل أعباء العمل
وسخافة الزملاء
والمديرين
من أجلك
أكتب شعرا من أجلك
ومن أجلك أقرأ الروايات
والقصص الرومانسية
وأبكي
أبكي كثيرا
عندما تترك الأميرة البطل
لأنه ليس من العدل
أن تترك امرأة رجلا
كان يفعل كل شئ من أجلها

خالد حسان

الآن .. هناكشمال غرب القدسفي قريةٍ تبعد حوالي 40 كيلومتراًتجلسُ امرأةٌ في منزلٍ من ثلاث غرف ، تتذمرُ من تنظيفهتُقشّر الت...
25/05/2024

الآن .. هناك
شمال غرب القدس
في قريةٍ تبعد حوالي 40 كيلومتراً
تجلسُ امرأةٌ في منزلٍ من ثلاث غرف ، تتذمرُ من تنظيفه
تُقشّر التفاح لطفلها
وتطردُ الذباب عن وجههِ .


الآن .. هناك
يعود زوجها من عمله منهكاً
يخلعُ جواربه وينام .
لا أحد يتحدثُ بصوتٍ عال
كي ينام الزوجُ بهدوء .


هناك . شمال غرب القدس بحوالي 40 كيلومتراً
رجلٌ ما يخلع الآن جواربي


وينامُ في الهدوء الذي أعدَّهُ الله لي !

Ibrahem Jaber Ibrahem

حياة أولى ***في حياة أولى كنت أعمل في حديقةلكني أجهل طبيعة عملىولا أعرف ما تطرحه يداي من ثمركنت أعمىعرفت ذلكمن نور خفيف ...
22/05/2024

حياة أولى

***

في حياة أولى كنت أعمل في حديقة
لكني أجهل طبيعة عملى
ولا أعرف ما تطرحه يداي من ثمر
كنت أعمى
عرفت ذلك
من نور خفيف لمع فجأة أضاء السماء فوقي
ثم انطفأ كمصباح خجول
على شاطىء البحر
***
هل قلت إن الجزيرة كانت ملأى بصفير متقطع
يشبه نداءات طلاء نسيته الأظافر
وهل قلت إنني أحفظ الاسماء التي مرت كلها ولم تعد :
قطط بنباح كلاب تموء
وذئاب لا تتقن العواء
الا اذا التهمت اثداءها الحجرية
وسفن ورقية تعرف الطيران
حتى تقطف بكاء تجمد فوق فروعي
****
كنت أجهل فقط
كيف يمكن لثدي من حجر
أن يغني حليبا لشفاه تسبح فوق سفن
وتعرف القبل
وكيف يمتص الرحيق من فرشات عمياء
نحل مفرد على شكل الجموع
لكنني عرفت سر خروجي
تناولت حلما ملونا من رفوف أشجار معلقة
وفككت شجرة بورقها
كما أوصتني ساحرة في الحلم
من يومها وانا لا أرى شجرا
الا إذا غفوت
أو قطعت إصبعا
ونجحت في منع النزيف
*****
في حياة أولى كنت ثمرة
ملقاة على طريق
كيف صرت شجرة بلا ثمر ؟
سأعرف في حلم آخر
لا تخبروا الصيادين بموعد الحصاد
ولا تخبروا القراصنة على الحدود المخاتلة
ربما يستطيع البحر الهرب معي
برغيف طري
نجا من حصار إخوتي ،ومن فرن تقاعد في الطريق
وتذكروا أنني لم أعبر الجسر حافيا
ولم أنزف دمي بعد

محمد حربي

قصائد بحجم راحة اليد* ( غيمة عالقة )الصبيُّ الذي تكلَّمَ كثيرًاإلى الداخلِ قَطَعَ المسافةَ نفسَها مرتين - في الاتجاهِ ال...
17/05/2024

قصائد بحجم راحة اليد*

( غيمة عالقة )

الصبيُّ الذي تكلَّمَ كثيرًا
إلى الداخلِ
قَطَعَ المسافةَ نفسَها مرتين
- في الاتجاهِ الخطأْ -
ليجدَ نفسَه في الثلاثين
بلا مرايا جانبيةٍ للطريقِ
ولا أسماكٍ في حَوضِ الزينة
فقط لافتة
مكتوبٌ عليها:
تَلَمَّسْ عصفورَك في القَلبِ أولًا

(الشاعر)

نظَّفَ حَنجرتَه من بقايا غناءٍ قديمْ
وذاكرتَه من غبارِ القوافلِ
ومشى وحيدًا إلى الليلِ
وحيدًا كذئبْ
لا كطريدة؛
حدَّقَ في المرآة طويلًا
كأنه يشربُ صورتَه على ظمأ
وجَلَسَ إلى طاولة
المماحي عليها أكثر من الأقلام؛
بإمكانه الآن
أن يكتبَ نصه الأول

(إعلان)

وادِعٌ
وأليف
من سُلالةٍ نادرة
ومُدَرَّبٌ على الطاعة؛
يتكوَّمُ على نفسِه في الليل
ويَنبحُ إلى الداخلِ
كلما خَمَشَ نفسَه
أو تحسَّسَ ندوبَه القديمة
لكيلا يَنْهرَ المارّة..
وفي النهار
يَغرَقُ في عاديّتِه
حيثُ لا بطولات تُذْكَر
لمن قضى حياتَه في الحراسةِ
لا الصيدْ؛
-يَقِظٌ
- مُنتَبِهٌ
ووفيٌّ بالفطرة؛
عيبُ قَلبي الوحيد
أنه كلما أحسَّ بالخطر
لا يُحسن التصرف

( قبلَ أنْ يُسدَلَ السِتار)

في الصباح
أعني كل صباح
ليلٌ فاضَ عن حاجةِ الوحيدْ
انتظارٌ نَما على شبّاك المسافرِ
عصافير تأوي إلى سلكِ الكهرباءِ
خوفًا من الشجرة
وحبيبان تعانقا خُلسةً؛
عَبَرا الشارعَ
كغريبَين
فيما الكنّاسون
يهشّون على أيامِهم بآلاتٍ وتريةٍ قَديمة
في الصباح
أعني في هذا الصباحِ
تحديدًا
شاعرٌ حقيقي
على كرسيٍّ في المقهى
لا يريدُ لهذا كله أن يموتَ على الورقْ
يكتفي بالمشاهدة

أحمد إمام

أريد أن أقول : أحبككما لم يقلها أحد من قبل أقولها بجسدي كلهبيدي و قدمي بلساني في أول الزمان و آخره أقولها بعيني و أذني و...
17/05/2024

أريد أن أقول : أحبك
كما لم يقلها أحد من قبل
أقولها بجسدي كله
بيدي و قدمي
بلساني في أول الزمان و آخره
أقولها بعيني و أذني و شعري
أقولها بأصابعي و ملابسي
بصمتي و كلامي
بغضبي و رضاي
بعافيتي و يأسي
أن أصير فماً
أن أصير هي ... الحرف و النقطة
أن أضع الهمزة فوق رأسي و أمشي في اتجاهك ...

Mohamed Abd ELraheem

"في الحانة".......في الحانةِ :ثلاثُ فراشاتٍ يشربنَ النبيذَيتحدَّثن طويلا عن فتنةِ النَّارِ ويذوبُ جناحهنَّ في شمعةِ ليلة...
12/05/2024

"في الحانة".......

في الحانةِ :
ثلاثُ فراشاتٍ
يشربنَ النبيذَ
يتحدَّثن طويلا عن فتنةِ النَّارِ
ويذوبُ جناحهنَّ في شمعةِ ليلةٍ خاسرة
/
في الحانةِ :
ثلاثُ غزالاتٍ نافرة
يمرقنَ ك"الشمبانيا "
ويسقطنَ قطعةَ ثلجٍ
في كأسِ الفتى الصَّيَّاد
/
في الحانةِ :
ثلاثُ أفراسٍ جامحة
يزرعنَ في قنينةِ "الويسكي"
بُحَّةَ الصَّهيلِ
وينكسرنَ في الحلبةِ
كباقي الخيولِ العربية
/
في الحانةِ :
ثلاثُ قِططٍ مُدلَّلةٍ
يخمشنَ كأسَ "الفودكا"
بمخالبَ حمراءَ
وينمنَ آخرَ الليلِ
في العراء
/
في الحانةِ :
ثلاثُ عصفوراتٍ
يمتحنَ هُلامَ "الدجين"
ويطرنَ آخرَ السَّهرةِ
بلا أجنحة
/
في الحانةِ :
ثلاثُ لبوءات
يشحذنَ الأنيابَ
ب"الريكارد" القويِّ
يتشمَّمنَ الكأسَ
يدعكنَ الفريسةَ
بعينِ الاشتهاء
وقبلَ الكأسِ الأخيرة
يلتهمنَ أنيابهنَّ
في صمتٍ جليل
/
في الحانةِ :
ثلاثُ بقراتِ وديعات
يكرعنَ "البيرة "
حتى ينتفخَ ضرعهنَّ بزبدِ الرغوةِ
وليسَ هناكَ من رضيع
/
في الحانةِ :
بعدَ اغلاقها
لم يكن هناكَ
إلاَّكَ
وقد تركوكَ
وحدكَ
تشربُ كابوسك !

Wadii Azmano

ورطة الجينات..يسكن البعض في كلام الأجدادحيث الدفءوأمراض يعرفونها،حيث يكون الحزن جزءا من عظمة الحوضوتربيعة الكتف.والغضب ف...
09/05/2024

ورطة الجينات
..

يسكن البعض في كلام الأجداد
حيث الدفء
وأمراض يعرفونها،
حيث يكون الحزن جزءا
من عظمة الحوض
وتربيعة الكتف.

والغضب في أفضل الجمل
كسر حنجرة فوق جلباب أبيض
أو معانقة شال حتى الموت.

أحضرنا قطعة البازل الناقصة
لتكمل الفم
لتطفو الابتسامة
لتبقى الأسنان بحشوها المر،
اروِ قصتنا
ولا تنس تلك الثقة المفرطة
التي جعلتنا قتلى
طيبون.

الجنوبيون يرقصون بربابة
وعمود الدار،
يغلقون قلوبهم على وجه الله،
يحنطون الليل في جرار
ويكتبون عن القمر الأخرس
الذي يسرق الخميرة من الخبز
الروح من عرائس الطمي
والنهر الذي صنعوه من علب الألوان.

هنا الجبال عمياء، لا تصرخ
لكن لديها خطة بديلة للتقاعد
تنير عيونها الحجرية
وتسير إلى معاولهم على عكازين؛
حارة وسمراء
تلك الأيادي التي تداعبها
حتى النوم.

جنوبيون
حتى في تلك الخرائط
التي تسبح فوق السماء،
يلفون سجائرهم بأنغام الناي
وينامون عطشى إلى شمس رائقة
وولد يتسلم إرث الدم
وملهاة الثأر.
***
يعيش البعض في صندوق أمنياته
يملأ كيس أيامه بالرمل
والأمر كله متروك لثقب في القلب؛
حين نصل
نكون مدفونين
بلا شبهة واحدة أو شارة حداد.

أحببنا الحظوظ منزوعة القشر
بجلدها الأملس
وطريقتها الملتاعة في الموت.

أحببنا اليد
التي قبضت على شيء لين
وحي
شيء تعرف علينا وهو يلفظ أنفاسه
ويبحث عن كوب ماء
ليتنفس
أو مخلص يقرأ عليه بتروٍ
مناسك القتل الرحيم.

لا جديد في غربة قصدناها
سوى الدمع المتجمد
المحيط بقواربنا
والشفاه التي انتظرتنا
بأسمائنا القصيرة.

الساحليون
قدم في البحر
وأخرى على سفينة نوح؛
على الحياد
لا يشعرون بمفهوم الزمن
ولا بالملح الذي يتسرب من مفاصلهم
إلى الرمل.

قوارب غارقة فوق الأشجار
تحت الأسِرّة
وفي حوض الاستحمام؛
هذه طريقتهم في تعلم الوداع
والبكاء بين قوسين.

يخرجون الشِّباك من التلفزيون
لا أسماك كثيرة؛
لهذا يطلقون على الفشل
طرح البحر
وعلى الأيام التي تمضي
مَوَانٍ خالية من الأحبة.

ساحليون
حيث الليل يلف الشاطئ
بنحيب الأمهات؛
كل قمر يزورهم
كان يوما حورية خضراء.
***

يسكن البعض في حراسة السماء،
غيمة فوق غيمة
يبنون السدود
بعيدا عن رعونة النهر
وفزع النداهات.

يحرثون الأرض بالنذور والقرآن
ويمشون خلف الشمس
كأي بيضة تدحرجت من جيب الصديري
فوق مخازن الغلال والتبن.

يغمرهم الليل والطمي
بالمناجل
والأسئلة عن إطلال الأسلاف،
حتى شقوق كعوبهم
تتحول إلى خرائط وضفاف.

لا يخلو البيت من سنبلة جافة
تذكرهم بأيام الحصاد
والمقابر الذهبية للملوك والآلهة.

تبدو الصور أقرب لساحات الإعدام
حين يتحدثون إلى السماء
ويجدونها غائمة
وقريبة.

الريفيون
أنصاف قلوب معلقة على الشجر
مذ ما يقرب من الأبدية
قطفوا ربيع حواء
أكلوا الشهد
وضاعوا كسرب عصافير
تحت شجرة جميز.

لحزنهم وصفات سرية
يتناقلونها بالوراثة كحصى السيجا
وعلب الإبر؛
حين زارهم الله
وضعوا له الطعام
وجلبوا أقماع السكر من البندر
أعطوه دكة بحكاياتها
وسوقًا كبيرا لتجارة المعجزات.

بقبلة ورغيف خبز
عاشوا لقصيدتين
وربما لأربعة أبراج حمام
بعد كل طوفان.
***

يعيش البعض في لوحات الإعلانات
حيث الشوارع مقبضة
ولمبة نيون لا تكفي
لتضيء أسى شفتيك
فيما يدك مثقلة بحمل ذقنك
أو مراقبة الوحدة
في عدوها الطويل على بياض عينيك.

في القاهرة
نجونا من الحنين
وتركنا لأفئدتنا الخيارات الصعبة،
كل نبض تعلل بالغياب
نام أسير دمعتين وغربة.

الأيام لا تعاني كثيرًا لفقدك؛
الراحلون يعبرون القلوب
ويتركون على تجاعيد عينيك آثار أقدامهم
عطرًا ينخر في الذاكرة
وبعض العظام الصغيرة
يحملها بطيب خاطر
المشيعون
وبائعو الروبابيكا.
***
يعيش البعض في تلك الأرض
التي يتآمر عليها الجميع
بما فيهم أبناؤها،
لقد خربنا مكان نومنا
مثل الفراشات
لعقنا الضوء
لنصنع ثوب الملك.ججج

رضا أحمد

وكلما كبرنااحتجنا عصاك أكثر يا أبيوحتى نزاعات أميوالكمائن الدائمة للبهجةتزداد الحاجة لهاأيام تمضي"ينسرق الضي من النني"وأ...
08/05/2024

وكلما كبرنا

احتجنا عصاك أكثر يا أبي
وحتى نزاعات أمي
والكمائن الدائمة للبهجة
تزداد الحاجة لها
أيام تمضي
"ينسرق الضي من النني"
وأري بيتنا بكل تفاصيله
على بعد قارات وأزمنة وهزائم
كأننا نكبر في التجاعيد
وتكبر في القلب الرهافة
يكبر الطفل حتى يملأ الأطر كلها
أضع الصغار في السرير
وأبكي في سريري
بابا كابوس
وكلما كبرنا
وكبر البياض في العين
الصرخة في الحلق
الوجع في القلب
احتجنا عصاك يا أبي

Marwa Abu Daif

في الشِّعرِ الحديثِيشتركُ القارئُ معَ الشاعِرِفي كتابةِ القصيدةِ.كتبَ شاعرٌ: «سقَطَ شَيءٌ مِن شَيءٍ»فقالَ قارئٌ شكّاكٌ:س...
06/05/2024

في الشِّعرِ الحديثِ
يشتركُ القارئُ معَ الشاعِرِ
في كتابةِ القصيدةِ.

كتبَ شاعرٌ: «سقَطَ شَيءٌ مِن شَيءٍ»
فقالَ قارئٌ شكّاكٌ:
سقَطَ الواقي عن عُضوي
ستعرفُ زوجتي أني خُنتُها
عندما تلِدُ صديقتُها طفلةً تُشبِهُني.

وقال مُعارِضٌ سياسيٌّ:
سقطَتْ سمَكةٌ مِن حَوضٍ بجانبِ تِلفازي
فلَمْ تجِدْ ما تَضَعُ فيه خَياشيمَها
غيرَ البصقةِ التي قذفتُها
وأنا أستَمِعُ إلى بيانِ الحُكومةِ.

وقالَ شابٌّ يعمَلُ في مَحطّةِ وَقودٍ:
سقطَ سيجارُ رجُلِ الأعمالِ على البِنْزينِ.
الآنَ ستتَحَوَّلُ أحلامي إلى رقْمٍ
يَخرُجُ مِن فَمِ مُذيعةٍ لا تكْتَرِثُ.

كتبَ شاعِرٌ:
«سقَطَ شَيءٌ مِن شَيءٍ»
فوَضَعَ قارئٌ شكّاكٌ سُمًّا
في طعامِ زوجتِهِ التي تُحِبُّهُ.
وتركَ سياسيٌّ سمكةً تموتُ
لانشغالِهِ بكتابةِ مَنشورٍ يُهاجِمُ فيه الحكومةَ.
وتَهشَّمَ مُستَقبَلُ عامِلِ مَحطةِ بِنْزينٍ
في انفجارٍ لم تسمَعْ بهِ الصحفُ القوميةُ.

كتبَ شاعرٌ: «سقطَ شَيءٌ مِن شَيءٍ»
فقالتْ نَجمةٌ تُراقِبُ السهرانين:
سقَطَت دَمعةٌ مِن عَينِ مُواطِنٍ فقيرٍ.
وقال مواطنٌ فقيرٌ:
سقطَ القناعُ
عن وجهِ الرئيسِ.

أما الشاعرُ الذي كتبَ الجملةَ
الشاعرُ الذي أفرغَ مَثانتَهُ عِشرينَ مرةً في ساعةٍ
الشاعرُ الحزينُ كمَرْكَبٍ قديمٍ مَسجونٍ في وَرشةِ نِجارةٍ
فهوَ الوحيدُ الذي يَعرِفُ
أنه كانَ يقصِدُ:
سقطَ المِفتاحُ مِن جَيبي،
لا أحدَ يفتحُ لي حينَ أعودُ إلى البَيتِ.

محمد القليني

على الأمهات أن يمُتن بعد أن ينجزن واجباتهن المنزلية بعد أن يفتحن النوافذويهتكن أعشاش العنكبوت بعد أن يرتبن أدراج الثلاجة...
04/05/2024

على الأمهات أن يمُتن
بعد أن ينجزن واجباتهن المنزلية
بعد أن يفتحن النوافذ
ويهتكن أعشاش العنكبوت
بعد أن يرتبن أدراج الثلاجة
أخضر بجانب أخضر
ويابس فوق يابس.

على الأمهات أن ينهضن قبل الموت بدقائق
ليتخلصن من كسرات الخبز العفن
وبقايا الزيت في المقلاة
وآثار الدموع على الوسائد
عليهن أيضاً أن يستبدلن الشراشف.

على الأمهات أن يصرن أكثر كرماً
في استقبال الموت
يطبخن وجباتٍ تكفي ثلاث ليالٍ بعد موتهن
لابد أن يجد المعزون ما يضعونه في بطونهم
بعد أن يمتدحن نظافة ست البيت
وأنها_ياللحسرة_ كانت تخطط للغد.

على الأمهات أن يصرن خفيفات
لا يتناولن عشاء الليلة السابقة
يمُتن في الصباح الباكر بعد أن يذهب أطفالهن للمدارس
يمُتن في الظهيرة بعد أن يرضعن أطفالهن
يمُتن في العصر بعد أن يغسلن مواعين الغذاء
يمُتن في العشاء بعد أن يحممن أطفالهن
على الأمهات أن يرتبن العالم
ثم يرحلن في أي وقت.

يا أيها الموت
امهل أمهاتك حتى ينظفن أجسادهن
من كل الهزائم
حتى يجففن حليب الحزن في أثدائهن
حتى تلتئم أرحامهن بعد كل نطفةٍ
وتُشفى قلوبهن من عضات اليأس.

الاحتمالات كثيرةٌ أيها الموت
وعليك أن تكون هادئاً وأنت تقبض أرواحهن
ففي كل نظرةٍ واجبٌ
وفي كل حركةٍ ألم .

آلاء فودة

ليتني بقيتُ واقفًا أمام وجهِ أمي...وهي تخيطُ  أزرار قميصيكنتُ سأقول لها :ابقِ قليلاً وأشّمُ رائحةَ شعرها الذائب في الزيت...
02/05/2024

ليتني بقيتُ واقفًا أمام وجهِ أمي...
وهي تخيطُ أزرار قميصي

كنتُ سأقول لها :ابقِ قليلاً
وأشّمُ رائحةَ شعرها الذائب في الزيت
وهي تقبلُ خدي
وتمسح عن يدي
وتقول في دمع النساءِ المُكابرات
حينَ تكبُر ستشتري لي جوربًا
أليس كذلك!

كانت كلُ أحلامها لا تتجاوز البرد
أو أن أكونَ أنا سيد البيت!

اليومَ أريد أن ابيعَ كل قمصاني الفاخرة
بقميص واحد بلا زرٍ
أعود بهِ إليها...
أمشي بخفةِ المذنب أمامها
تبتسمُ في صمت
وتأتيني كما الملائكة بأبرة وخيط!

عبد المنعم عامر

كان جدى نجارا ماهرايصنع الأبولب من العبثصنع مثلا الباب ( اللى يجيلك منه الريح )وللأن  لم يسده احدحتى أننى حاولت ان أغلقه...
27/04/2024

كان جدى نجارا ماهرا
يصنع الأبولب من العبث
صنع مثلا الباب ( اللى يجيلك منه الريح )
وللأن لم يسده احد
حتى أننى حاولت ان أغلقه
لكنهم إتهمونى
بأنى ابن عاق
صنع الباب ( المفتوح عمره ماينقفل )
وكان يسنده
بذراعيه الممتدة حتى الغمام
ووضع أعلاه حدوة من إبتسامته
تدرأ عنه الحسد
وتطرد عنه الأحزان
والباب ( المقفول يرد القضا المستعجل )
وثبت له مزلاجا ثقيلا
بثقل وزن الهموم
صنع بوابات مدائن الخنوع
وكان يحذرنى
أن أدق عليها
حتى لا تجيبنى الرقاب المدلاة على ضلفتيها
صنع أبواب الموتى
وتناسى أن يثقب لها مقبض
فتركهم يطرقونها ولا يخرجون
والباب الذى ( تدق عليه ولا تسمع جواب )
ونصحنى
ان لا أسكن فى أحياء
الذين يخافون رفقة الأحياء
ولم ينس أن يصنع بابا لقبره
الذى مشى بجواره يبكيه
وأعطانى مفتاحا مزيفا لا يفتحه
غير أن أبى فتحه
ومن وقتها لم يعد
رفض أن يصنع الباب ( المفتوح مفضوح )
كان يؤمن أن البلاء إذا حل
فبابه الستر
جدى لم يصنع بابا لبيتنا
فكان البيت لا يخلو من الضيوف
ويقول وهو يضحك
أن ( باب النجار مخلع )
تقدم جدى بطلب الى الله
ليمنحه شرف العمل فى بوابات السماء
وحينما ذهب من باب الرحمة
كنت أنا من ساعدته
ليدق فيه آخر مسمار

عصام هدية

ديوان تحت الطبع

لم يعد الشِّعرُ كثيفَ المذاقكما كان الحالُ في قهوةِ جَدَّاتٍيصبغنَ ضفائرَهنَّ وأصابعَهنَّ وشفاهَهنَّ بالزعفران وكما كان ...
25/04/2024

لم يعد الشِّعرُ كثيفَ المذاق
كما كان الحالُ في قهوةِ جَدَّاتٍ
يصبغنَ ضفائرَهنَّ وأصابعَهنَّ وشفاهَهنَّ بالزعفران
وكما كان الحالُ في قصيدةٍ
ضاجعَ فيها امرؤُ القيسِ حبيبتَه على كثيبٍ رملي
أو في قصيدةٍ وضعَ فيها المتنبي
رمحَه وقلمَه وحصانَه والليلَ بين عينيه
وحين قُتِلَ كان دمُه القافيةَ الأخيرةَ لشاعرٍ
يُقالُ إنَّه وُلِدَ وملعقةُ الشِّعرِ في فمِه
ولا يُعتَدُّ هنا
بالرغوةِ الساذجةِ للكباتشينو
فقد اختلفت الأزمنة
حتى أنَّ امرأَ القيس يضاجعُ حبيبتَه الآن
في بنسيونٍ رخيص
والمتنبي يعملُ سائقَ شاحناتٍ
ولا يصاحبُ إلَّا المجرمين المُلثَّمين
لم يعد الشِّعرُ كثيفَ المذاق
كما لو كنَّا في خفَّةِ العقلِ على متنِ مركبٍ سكران
يقوده آرثور رامبو
ربما كنَّا الهنودَ الحُمرَ الَّذين تحدَّثَ عنهم الشاعر
وقد نزحوا من الغاباتِ ومصبَّاتِ الأنهارِ إلى مقاهي الأرصفة
أو نحن نزحنا من الشِّعر
وقد فقدَ مذاقَه بين نهودِ النساء
وفي أفئدةِ الرجال
وتحوَّلَ إلى سرابٍ دامغ
لا يحملُه أحدٌ إلى بيتِه
خوفاً من انفجارِ موقدِ الغاز
الشِّعرُ
لم
يعد
كثيفَ
المذاق
وقد أصبحنا بِه أو بدونِه
خواطرَ مائلةً على الشُّرفات
حتى أنَّ شاعراً كطَرَفَةِ بن العبد
يعرضُ الآنَ ناقتَه للبيعِ على dubizzle
وشاعراً كـ: تي إس إليوت
يعرضُ المخطوطةَ الأصليةَ للأرضِ الخرابِ بدولارين
ولا يجدُ مشترياً
من هؤلاء الَّذين يمجِّدون الشِّعرَ كما لو كان
خَصِيَّ آبائِهم
أو قريباً من
"هل غادرَ الشُّعراءُ من مُتَرَدَّمِ"..1
لا نجدُ الأسوةَ الحسنةَ للبقاءِ على قيدِ الحياة
ولا يُقالُ إنَّنا فقدنا الشِّعرَ مع ما فقدنا
حين جمعنا ما غلا ثمنُه وخفَّ حملُه في رحلةٍ موحِشَة
أو مذاقُ الشِّعرِ وقد أصبحَ تراباً
يتكثَّفُ على الألسنةِ طيناً وزوالاً
إذ معَ الشِّعرُ أو بعدَه
ماذا يكون... ... ...
غير الرحلةِ المُوحِشَة.

إبراهيم المصري

1ـ شطر البيت لعنترة العبسي.

قط أليف تنكر لمخالبه..الرصاصة في غفوتها بالبندقيةتنخر في بطء كتف الجندي الجديد؛هناك شيء مفقود لتكمل العظام دورتهاوتصير ل...
24/04/2024

قط أليف تنكر لمخالبه..
الرصاصة في غفوتها بالبندقية
تنخر في بطء كتف الجندي الجديد؛
هناك شيء مفقود
لتكمل العظام دورتها
وتصير لذراعه يد
ولليد أصابع تجذب الموت من ياقته كرفيق قديم،
تستريح على العين غمامة
وفي القلب يقظة
تتبع صافرة إطلاق النار،
تمر فريسة مكسوة باللحم اللين والبراءة
تعرف أن للشوارع رصيدها الضئيل
من الحب واللعب النظيف
ولكن لا بأس في خطوة أخرى؛
الفخ غالبا نافذة جيدة السياج
تطل على الموت.

تمر صبية
تراقب عذريتها الهاربة
في عيون الجيران
تسترجع تاريخها المذعور
عند كل لمسة في غير مكانها؛
كانت القبلة إيماءة بين شفتين،
الحضن دراسة خفية لفن التشريح،
المصافحة العابرة فرصة لانتقال الجراثيم بود
وممارسة الحب مثل التورط في علاقة مع وردة
حريصة على التمسك بالشوك والطين
يكرر العطر شهقته المثيرة
كلما أخفق المقص في رقصته حولها.

الليل الملائم لكل هذه الكوابيس
لم يأت بعد؛
أظن أننا لا نخاف أحدا
نحن فقط نشعر بالريبة
من كل تلك الأسنان المتبقية في فم أحدهم
وليست مغروزة في أجسادنا
فيما هو يتطلع إلينا بصبر
الوقت يسقط كل رمله في عمق عيوننا
ولا رائحة نخطئها للموت.

ماذا يحدث للعالم؟
هناك طفل خائف
يقفز في رأس كل قاتل
تمارس ذاكرته هجرتها اليومية
إلى الصفوف الخلفية للجنود،
طفل يجمع عرائس القش وأحصنة الحلوى
من سلة الحياة
كغنائم صغيرة
حين يصوب بدقة
نحو صورته المصلوبة
في عيون الآخرين.....

رضا أحمد

أصدقاءٌ فقط!لا ضغينةَ في المُصافحةِ...رُبَّما سأحتفظُ بيدي بعدها في الثلّاجةِحتى لا يهربُ مَلمَسُكِ؛وأعتذرُ للقَلَمِ قبل...
23/04/2024

أصدقاءٌ فقط!
لا ضغينةَ في المُصافحةِ...
رُبَّما سأحتفظُ بيدي بعدها في الثلّاجةِ
حتى لا يهربُ مَلمَسُكِ؛
وأعتذرُ للقَلَمِ قبل أن أضعَهُ بعُلبةٍ وَثِيرَةٍ كي يستريحَ
ستختفي الكلماتُ من قصائدِنا...
لنبدأَ صفحةً بيضاء،
ستتعلَّمُ غُرَفُ الدردشةِ الصمتَ أخيرًا
حتى يتجرَّأُ أحدنا ويقولَ:
صباحُ الخير
ألسنا أصدقاء؟
سنكشفُ عن أسنانِنا ونحنُ نمضغُ الحُبَّ بابتسامةٍ صفراء ونبصقُهُ،
لن نتركَ البابَ مواربًا...
لذا لن نعرفَ أبدًا
كيف سيفوتُ الجَمَلُ،
سنهربُ من الشِّعرِ الذي سيُقحمُنا بعلاقاتٍ مَجَازيّةٍ
لا تَمُتُّ للصداقةِ التي لا نعرفُ عنها شيئًا سوى...
قصَّةِ الدُبِّ الذي قتلَ صاحبَهُ

تامر أنور

....في غزة: بيانو، دار، رطوبة مرتفعة.خمس صلوات، وطفل أو أكثرالعاشرة والربع مساءً: - من أول من سيموت من الأصدقاء؟ - استمر...
16/04/2024

....
في غزة: بيانو، دار، رطوبة مرتفعة.خمس صلوات، وطفل أو أكثر

العاشرة والربع مساءً:
- من أول من سيموت من الأصدقاء؟

- استمرّ في القبلة الحرب لم تبدأ بعد.

على محطة الحافلة
الطريق وخطوات متأخرة جدا.

-العباءة نشفت؟
قالت: لا أريد أن يرى أحد شيئا مني
حتى لو كانت الأنقاض لها نفس لون صدري.

الأشجار تندمُ على خروجها إلى الشّارع.

بسلاسة نرى الخوف وهو يتجه نحونا كإبرة تحت الجلد
البدين يعرف كيف يجد وقتا لنفسه
غالبا قلبُه أشقر
لحظاته خاصة
وليس وحيدا تماما.

- نعم
( نحن )
الذين يصدّرون لغزة ( لوحات مفاتيح - مطارق سلاسل - أخشابا زان - أصواتا - دهونا ) ليصنعوا البيانو.

ومع كل لحظة عصيبة يفكر أحدهم:
هل من الممكن أن نخبيء البيانو في درج مكتب؟

بالضبط
الموسيقا في غزة لا تمت للعائلة بصلة.
بالفطرة هم غير محظوظين
هي تفرح معهم دون مخاوف
وتجبر شخصين ب( ثلاثة أقدام على الأرض وأريعة أذرع في الهواء) على الرقص.

ثمّ

لا ترجمة إنحليزيّة لهذا النص الغامق
( موت.... )

تطوي ملابسها الداخلية و...
الأبوّة الذكيّة هي التي تستطيع تكوين عائلة أكبر لتعيش حزنا أوسع
كم جثة لديك على استعداد أن تكون على نحو أفضل مما هي عليه؟
تقول، وتطوي ملابسها الداخلية

الدار في غزة: أفكار مؤقتة ثم تستحيل لحفرة.
خطأ في أسلوب البناء لذلك كل البيوت تصحح مسارها بفعل التطور أو الحرب
ولعدة أسباب أهمها الأنس
الدار مكتظّة: بالقطط, بفواتير الكهرباء ( الأهم من ديوان أبي تمام )
بالمونولجات الداخلية لكل فرد،العديد من الجمل المحفوظة التي تدور في كل رأس على حدا ( لا أذكرها )
بالميتين جدا
بالبيانو
الذي دوما في الأوقات العصيبة مكانه في درج مكتب.

لم أذكر لكم ما قبل غزة:
المتكهنون بالحرب بواسطة معارف خاصة أهمها: مسلمات الأمور.
من يعدّون على أصابع اليد من واحد إلى تسعة
ثم يبدأ الوجع.

لأسباب غير مهمة ( آخرها الشهوة )
نحضن أنفسنا.
ولأسباب جسدية أيضا
نحضن أنفسنا.
ونخبيء في درج المكتب بيانو
وجثثا

قيس محمد ف*ج

" أبو الحكم "أبو الحكم مات كانلا يختلف الناس كثيرًا حول اسمِه لقبٌ أم كِنية؟كانحتى في نعاس الضحى ، وهو في سوق القرية ، ي...
02/03/2024

" أبو الحكم "

أبو الحكم مات

كان
لا يختلف الناس كثيرًا
حول اسمِه
لقبٌ أم كِنية؟
كان
حتى في نعاس الضحى ، وهو في سوق القرية ، يغفو على كرسيّه الخيزران،
يسند ذقنَه إلى ممسكِ عكّازِه
"لا يجب
أن تطامن العنقُ، ولو في الكبْو ، كالهداهد"

وكواحدٍ لا يطيق العزلةَ
فما من زحامٍ إلا وتلمع صلعتُه العريقة فيه
مات أبو الحكم
ولم يعُدِ الشبابُ من غرباتهم
كي يمنحَ أكثرَهم حنينًا ، إبريقًا من الفضّة
ولا أعراسَ كي تتبارى الصبايا
بالبحّة البلدية للعتابا
فتحظى أحلاهن صوتًا بطوق عقيق
مضمومٍ بأصابعه الماهرة
ومنذ آخرِ حصاد
لم يحكمْ لسباق الأولاد؛ يركبون عيدانَ المكنسِ كأحصنة
ويربح أوّلُهم سفطًا من الرّاحة المعطّرة

مات أبو الحكم
وانفضّت حصى المنقلةِ تحت الكراسي المقلوبة على بُرَك الدّم
فلم يربح أكثرُ الأصدقاء صبرًا
شاهدةَ قبر من الرّخام
منحوتًا اسمُه بالكوفيّ عليها

مات
كان
لايكبر
وينام أقلَّ من ديك
ليصحوَ على رائحة الأرض
كعاشقٍ أبديّ، يسقي شجرَ المقبرة
ويكنس بعروقِ يدَيْه
القبورَ المُعدّة لموت مفاجئ
لم يمت وحيدًا
فمعه الروضةُ بكامل أراجيحها
وكذلك صناديقُ الخضرة
التي وهبت ظَهرَها لوحًا للحساب
معه عدّةُ السباق
والهدايا
ووعدُه بعلبة تلوينٍ
اذا كتب الطفل بيتين من الشعر بلا خطأ
أو عدّد أسماء ثلاثة من أدباء المهجر مقرونة بعنوان كتاب واحدٍ لاثنين منهم
أوتلا عن ظهر قلب آيةَ الكرسيّ
أو ما تيسّر من سورة مريم

مات
وما كان يعرف
أنه ، وهو اللحّاد الوحيد ، سيكون بلا قبر

سلام حلوم

صلاح عبد العزيز         ****مرح لأجساد منتهية.إهتزاز مرآة فى جدار دولاب قديم مرح يضغط الحنين بأوردتك .. حجرتك المفتوحة ا...
14/02/2024

صلاح عبد العزيز
***

*
مرح لأجساد منتهية.

إهتزاز مرآة فى جدار دولاب قديم مرح
يضغط الحنين بأوردتك ..
حجرتك المفتوحة النوافذ ..
قططك على الإفريز ،،
خلف تسريحتك قط محنط .. هكذا الرقص ،،
من لا يترقب رقصا طبيعيا ،، متوافقا مع من أثقلته التجارب .
يمكن لأى مِنَّا أن يحيى ذكراه بزيارة الأحياء
يطلب ما شاء ،،
ماء ،، بسكويتا ،، أوراقا لمسح العرق ،،
العرق فى الحلم عمل ؛ صائب أو غير صائب ..
هكذا الرقص لأجساد منتهية تتلبس المرايا ،
لا تدفع نفسك نحو ميت طازج
تريد أن تعرف :
دعه فى خيبته أو صوابه ،، لا تشغل بالك ،،
إذا حدث فلتعلم أنك مسؤول عن تصويب أخطائه ..
السارق لن يستطيع أن يرد سرقته ؛
والقاتل لن يستطيع أن يحيى الموتى ..
هكذا
تخرج مربوطا بصحبة
ليس لك ورق ينفع فى الأسواق غير خيبة الحلم ،،
قد يتذكرك الفاسدون النائمون فى الخارج ..
من لا يستطيعون تقبل هويتك .
ليس لك غير أن تسير بينهم ؛ خائفا ؛ مرعوبا ..
كثيرا ما تصاب بذلك الضعف كأى
أب ،، أم ،، جار يلم مع أطفاله أطفال الغير ،
لا طعام لأشلاء تبحث عن نفق يعرفه القاصى والدانى ،،
كتبنا على كل عضو أسماءنا
كمن يخشى انفلات قطيع من مرعى ..
فى رقعة الاشتباك تسقط ،،
ما تقوله الكلمات هى هى ما تقوله للشعراء ،،
فلا تشغل بالك إنما هى كلمات ،،
البقر عادة لا يلتفت * ولا تلك الدواجن ..
برغم تلك ليست مشكلة أن يسكنها اللحم وتلتئم العظام ،،
وكما تعبر قلبى بزفرات كلها حريق :
ما قطفت وردة من بستان * بل تأملتها نظرت عالما من البهجة والراحة صافيا صافيا
بحيرة من تدرج اللون فى السماء وهى قريبة ليست كتلك التى نراها لكنما هو حلم بداخل حلم
ما لا تعنيه وردة فى صقيع ،،
إذا حضرتْ يجرحنى شوكها من قريب / بعيد ..
العودة لبيتك يلزمه من يُذكرك أن هناك بيتا ،،
من يُذكرنى و أنا تركت ذاكرتى نظيفا نظيفا ..
غير اتساخ صغير بكم جاكيت ..
ما تقوله لا تعبأ به .. الهراء يكفى اتساخا يا ضعيف الذاكرة :
لأن أترك جثتى على رصيف خير لى
من أن أجدنى فى مكان غير لائق ..
أقارن بين القطط والكلاب
كثير من تلك الهوام تعرف أن لحما طازجا موفورا فلا مجاعة ولا عطش ..
ما أحن إليه ضحكاتك .. ما اسمك ؟! .. لا أدرى !! أنا أبحث ؟؟ اختر لى ،، أى اسم مؤقت كلقيط .. قل لى شيئا آخر .. وجهك مجهول وصوتك عالق .......
تؤمِنُ أن أقل زاد يأتى من الهواء ..
برغم أن ليس لك غير وجه واحد الغضب ؛
الغضب وهو يرقص فى المرايا بمرح ...
صلاح عبد العزيز 🇪🇬🇪🇬🇪🇬

* هوامش :
1
إشارة إلى بيت البحترى :
عَلَيَّ نَحتُ القَوافي مِن مَقاطِعِها
وَما عَلَيَّ لَهُم أَن تَفهَمَ البَقَرُ
2
إشارة إلى نص :
صرخات اليائس الفزع
ديوانى :
صوت فى مجرة تائهة

خالد السنديوني       *** أماكن غريبة مارست فيها الشعر ميكروباس  العباسية / الهرمالهرم / العباسيةليلا وبدون توقف،حجرة  مؤ...
11/02/2024

خالد السنديوني
***
أماكن غريبة مارست فيها الشعر



ميكروباس العباسية / الهرم

الهرم / العباسية

ليلا وبدون توقف،

حجرة مؤجرة بلا نوافذ

أرخص ما في كابوس عابر،

معتقل فخم بجوار الهرم الأكبر

تشغله مباحث الآثار

لا أتذكر شيئاً

كنت معصوب العينين،

إتيليه القاهرة للكتاب والفناننين

لا أعرف ما حل به الآن .



2-

أريد أن أشتري كرة أرضية

متوقفة عن الدوران

من تلك التي توضع فوق المكاتب الفخمة

بالتفاصيل الإلهية، بالأسماء العتيقة

بلا ضوء أو ظلال

بلا حرب أو سلم

تلك التي لم تفشل أبداً في لفت أنظار الشعراء

يحدقون فيها منذ قرون

بينما تنتقل عيونهم من صحراء إلى بحر

وتنحدر من مدينة إلى وادٍ

سوف أذهب إلى سوق الأشياء القديمة للبحث عن واحدة

مغبرة ومنسية،

مثل قصيدة نثر عُثر عليها بالمصادفة



3-

فجأة حدث ال Big Bang

للمرة الثانية

في ثمانينات القرن الماضي

حين دخل التليفزيون الملون إلى صالة بيتنا

راقبناه أنا وأخي ثم هرعنا إلى الشرفة كي نتأكد

نعم الأشجار خضراء والسماء زرقاء

ظهر كوكب الممثلين مضيئا ولامعاً

طرقاته خالية الإ من عاشقين

عند الشاطئ لا يتقدمان في العمر

ظهر ثقب أسود في السماء

اسمه العالم الدرامي

ابتلع أعمارنا

بينما نضحك مرة ونبكي مرة

منذ ذلك الوقت خضع كل شىء لمعايير الموضة

الملابس وتسريحات الشعر والحزن.
خالد السنديوني
مصر

أسامة حداد     ***أنا شخصية زائفة  جربت أسماء كثيرة وبطاقات هوية وملامح. عملت في مهن لا لزوم  لها ومارست البطالة  بإتقان...
02/02/2024

أسامة حداد
***

أنا شخصية زائفة جربت أسماء كثيرة وبطاقات هوية وملامح. عملت في مهن لا لزوم لها ومارست البطالة بإتقان . انتقلت من بيت إلى آخر ومن قطار إلي عربة وأعطيت قدمي رشوة لأمشي سنوات حافيا وتحايلت على عيني لتحكي ما شاهدته لم يكن من أحد معي كان الزحام فارغا والشوارع ثقوب في أرض لا تمتص ظلي ولا روائح لها
أنا شخصية افتراضية تجدونها في أفلام الكارتون ومعامل الأبحاث وخبيئة تحت شجرة اعترف بفشل العصابات المسلحة في اغتيالي وعجز الروائيين عن تدوين سيرتي وسرد الأحداث منذ مولدي . لست شحاذا ولا أحتفظ بظلال في جيبي أو دما في جروحي وملامحي غير شفافة ولم أعمل وليا تحت قبة ولا صيادا في قارب متهالك
لست مبتورا من شجرة ولم أهبط.من كوكب خارج المجرة وطفولتي تافهة بشكل لا يصدق وأعدائي يحركون مشاعر التعاطف معهم صدقوني أنا شخصية خيالية فهذا أفضل من هزائم وأحلام وأكثر بساطة من اعترافات خائبة تتراكم في ثلاجتي وأكاذيب أرتبها كل ليلة في دولابي أنا لا أمارس الهذيان ولا أتحمل ركلاتكم البائسة ولا أقبل رصاصتكم الطائشة . تفضلوا الشاي معي وواصلوا أحاديثكم لقد نسيت أين وضعت أذني وخلعت عيني لأريحهما وجئت ماشيا بلا ساقين.
أسامة حداد
مصر
من ديوان لا أريد شمسا في حقيبتي-قيد النشر

- إنه مجرد دم.‏من مجموعة ⁧‫ بطريقة ماهذا الدم على المحارم البيضاءالدم الذي سال بكثافة بين فخذيّوكوَّن بقعًا على البلاط؛ ...
02/02/2024

- إنه مجرد دم.

‏من مجموعة ⁧‫

بطريقة ما
هذا الدم على المحارم البيضاء
الدم الذي سال بكثافة بين فخذيّ
وكوَّن بقعًا على البلاط؛
كان ليصير طفلًا.

قلتُ لنفسي: إنه مُجرَّد دم
شيء بسيط،
مثل أن يجرح المرء إصبعه.

وتخيَّلتُ طفلًا بحاجبين كثيفين
يخرج من بقعة دم
ويتعثَّر في الرواق.

لا أُفكِّر بالعالم
ولا أهتم للأطفال
حين يضحكون عاليًا
أتمنى أن يسكتوا
وحين يدورون طلبًا للمال
أتمنى أن يذهبوا بعيدًا
وقد توقفتُ عن رؤية نفسي في كل طفل مكتئب.

تجرعتُ سنوات كثيرة
لأبتعد سريعًا عن طفولتي
وشربتُ كل يوم تقريبًا
حتى أقدر على الضحك
ورحَّبتُ باليد التي تطلب رقصة
لأن الحب جميل
وسعيد
الحب طفل.

أغمضتُ عينيَّ،
وبورقة ملفوفة من فئة المئتين
استنشقتُ رمادًا أبيضًا..
ثم صَمَتُّ لليلة كاملة،
التنفُّس وحده
كان يجعلني أنتشي.

عرفتُ بوجود طفل في داخلي،
لكني قلتُ،
وأنا أشرب النبيذ من الزجاجة:
بأني أريده ميتًا.

في الصباح التالي
ابتلعتُ حبوبًا مُهرَّبة داخل عربة المترو
وقلتُ: سيموت في الشارع
سيكون طفلًا ميتًا وجميلًا.

دخَّنتُ علبة سجائر كاملة
حين بدأتُ أشعر بالتوعُّك
أصدقائي قالوا بأني أتسبَّب بالكآبة لهم.
اعتذرتُ سريعًا وقضيتُ ساعتين في حمَّام عموميّ
يمكن للدم ألَّا يتوقف أبدًا.

سال طفلي دمًا ومخدراتٍ وكحول ونيكوتين
وأعرف أني لم أشعر بشيء
ولم أتألَّم كثيرًا..

لكني فكَّرتُ
وأنا أغسل الدم عن البلاط
بأنه كان ليصير إنسانًا
وأني أحمل داخل جسدي
خزانة مليئة بالأطفال،
أطفالٌ بحواجب كثيفة
وعيون مُلوَّنة
وبشرات داكنة.

وخرجتُ أدور أمام السيارات
العالم خارجي أكبر من أن أفهمه
العالم داخلي أكبر من أن أفهمه

أصدقائي حضروا لجرِّي بعيدًا
وقالوا أني أتسبَّب لنفسي بالكآبة
بينما دسستُ في جيب معطفي
طفلًا في كيس بلاستيكيّ.

قالوا أيضًا بأن الحياة جميلة
وأنني شابة
وأحدهم تحدَّث بتردُّد عن طبيبٍ جيِّدٍ
وأمسك بذراعي

بينما بكيتُ
وأنا أُدخِل يدي الأخرى في جيبي
وأصافح طفلًا صغيرًا
قرَّرتُ أنا أن يحضر ميتًا.

آلاء حسانين

Address

Alexandria

Telephone

+966565690937

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when مجلة صرير الصلصال posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Videos

Share

Category