
26/06/2025
الحادثة التي غيّرت العالم
في صباح يوم الثلاثاء ١١ سبتمبر ٢٠٠١، شهد العالم واحدةً من أعنف، وأخطر الهجمات الإرهابية في تاريخه الحديث، فقد قام تنظيم القاعدة بقيادة «أسامة بن لادن» بشن هجماتٍ منسقةٍ باستخدام طائراتٍ مدنيةٍ أمريكيةٍ، خلّفت آلاف القتلى والجرحى، وأثارت ردود فعلٍ عنيفةٍ، امتد تأثيرها لسنواتٍ لاحقة.
في ذلك اليوم، تم اختطاف أربع طائرات ركابٍ أمريكية؛ فاصطدمت الطائرة الأولى والثانية ببرجيّ مركز التجارة العالمي في نيويورك؛ مما تسبب في انهيارهما، الطائرة الثالثة اصطدمت بمبنى البنتاغون في واشنطن العاصمة، والطائرة الرابعة والتي يُعتقد أن هدفها كان البيت الأبيض أو الكونغرس، تحطمت في حقلٍ بولاية بنسلفانيا بعد مقاومة الركاب للخاطفين.
وقد أسفرت هذه الهجمات عن مقتل قرابة ٣٠٠٠ شخص، إلى جانب آلاف الجرحى والمفقودين.
أعلنت الولايات المتحدة أن تنظيم القاعدة، بقيادة أسامة بن لادن، هو المسؤول عن تنفيذ هذه الهجمات، وبرر التنظيم هذه العملية بأنها ردٌ على السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، ودعمها المستمر لإسرائيل، ووجود القوات الأمريكية في جزيرة العرب، كما أعلنت الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب، وشنت حملةً عسكريةً ضخمةً على أفغانستان في أكتوبر ٢٠٠١؛ لاستهداف تنظيم القاعدة، وحركة طالبان التي كانت توفر له الحماية.
وحدث أيضًا تغيّرات أمنية واسعة في المطارات، ووسائل النقل، كما تم إصدار قوانين مكافحة الإرهاب، وزيادة الرقابة على الأفراد، والاتصالات، وتحالف دوليّ لمحاربة التنظيمات المتطرفة.
امتدت تداعيات هجمات ١١ سبتمبر لسنواتٍ؛ فمن آثارها على سبيل المثال: غزو العراق في ٢٠٠٣، إنشاء وزارة الأمن الداخليّ الأمريكية، تحولات في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، تفاقم مشاعر العداء تجاه المسلمين والعرب في الغرب، إشعال موجة من الحروب والصراعات في المنطقة.
ورغم الرواية الرسمية، ظهرت العديد من النظريات المشككة في حقيقة ما جرى، حيث يرى البعض أن هناك تواطؤًا داخليًا، أو أن الحكومة الأمريكية كانت على علمٍ مسبقٍ، ولم تمنع الهجوم، بهدف تبرير التدخلات العسكرية لاحقًا، ورغم انتشار هذه النظريات، لا توجد أدلةٌ قاطعةٌ تثبت صحتها.
تبقى هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ لحظةً مفصليةً في تاريخ العالم الحديث، إذ غيّرت شكل العلاقات الدولية، وأعادت رسم خرائط السياسة والأمن في العالم، كما أن ذكراها لا تزال حاضرةً في الوعي الإنسانيّ، كأحد أكثر الأيام دمويةً وتأثيرًا في التاريخ المعاصر.
بقلم/ هايدي حمدي
تدقيق/ علا سامي
#هيستوريا
#سفير