سفير - Ambassador

  • Home
  • سفير - Ambassador

سفير - Ambassador المجلة الرسمية لطلبة كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية

ثورة التكنولوجيا في النفط والغاز: بين القوة الاقتصادية والمخاطر البيئيةشهد قطاع النفط والغاز تحولات جذرية بفضل التطورات ...
12/08/2025

ثورة التكنولوجيا في النفط والغاز: بين القوة الاقتصادية والمخاطر البيئية

شهد قطاع النفط والغاز تحولات جذرية بفضل التطورات التكنولوجية التي أعادت تشكيل ديناميكيات الاقتصاد العالمي والجيوسياسية، تقنيات مثل التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي والذكاء الاصطناعي غيّرت قواعد اللعبة، حيث حولت دولًا مستهلكة مثل الولايات المتحدة إلى منتجين رئيسيين، مما أثر على توازن القوى العالمية.
أحدثت تقنيتا الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي ثورة في استخراج النفط والغاز الصخريين، هاتان التقنيتان سمحتا باستغلال موارد كانت غير اقتصادية سابقًا، مثل تكوينات الصخر الزيتي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شكّل النفط الصخري حوالي ٦٠% من إجمالي إنتاج النفط الأمريكي بحلول عام ٢٠٢٣، مما جعل الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط عالميًا، متجاوزة السعودية وروسيا.
وساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة عمليات الاستخراج من خلال تحليل البيانات الجيولوجية وتوقع أداء الآبار، واستنادًا إلى دراسة أجرتها شركة Deloitte عام ٢٠٢٣، أظهرت أن الشركات التي اعتمدت التحليلات التنبؤية حققت زيادة في الكفاءة التشغيلية بنسبة تتراوح بين ١٥% ٢٥% مما خفض التكاليف وزاد الإنتاجية، على سبيل المثال، تستخدم شركة شيفرون الأمريكية الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة حقول النفط في حوض برميان.
كما أصبحت الروبوتات والطائرات بدون طيار جزءًا أساسيًا من صيانة المنشآت النفطية، حيث تُستخدم لمراقبة التسربات وتقليل المخاطر البيئية والتشغيلية، ووفق تقرير لـCNN عام ٢٠٢٢، أشار إلى أن شركات مثل إكسون موبيل بدأت باستخدام الطائرات بدون طيار لتفتيش خطوط الأنابيب في المناطق النائية، مما قلل من الحوادث المرتبطة بالعنصر البشري بنسبة ٣٠% .
أدت التقنيات الحديثة إلى خفض تكاليف إنتاج النفط والغاز بشكل ملحوظ، ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) عام ٢٠٢٥، انخفضت تكلفة إنتاج برميل النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى حوالي ٣٥ دولارًا في عام ٢٠٢٤ مقارنة بتكلفة ٨٠ دولارًا في عام ٢٠١٢ هذا الانخفاض جعل الولايات المتحدة قادرة على منافسة الدول الأعضاء في أوبك، مما عزز مكانتها في سوق الطاقة العالمية.
كما ساهمت وفرة النفط والغاز الرخيصين في تعزيز الصناعات المحلية في الدول المنتجة، على سبيل المثال، أدى ازدهار النفط الصخري في تكساس وداكوتا الشمالية إلى خلق مئات الآلاف من فرص العمل وزيادة الصادرات الأمريكية، ووفق لـتقرير BBCعام ٢٠٢٣، أشار إلى أن صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى أوروبا ارتفعت بنسبة ٤٠% بين ٢٠٢٠ ٢٠٢٣ مما دعم الميزان التجاري الأمريكي.
أدى التقدم التكنولوجي إلى تغييرات كبيرة في الجغرافيا السياسية للطاقة، وأصبحت الولايات المتحدة، التي كانت تعتمد سابقًا على واردات النفط من الشرق الأوسط، مكتفية ذاتيًا نسبيًا بحلول عام ٢٠٢٠ مما قلل من نفوذ دول مثل السعودية والإمارات في السوق العالمية، ووفق لـتقريرCNN عام ٢٠٢٣ أشار إلى أن هذا التحول أضعف التحالفات التقليدية بين واشنطن ودول الخليج، حيث بدأت الأخيرة في البحث عن أسواق جديدة في آسيا.
في المقابل، تسعى دول الخليج إلى مواكبة هذا التطور، على سبيل المثال، طوّرت شركة أرامكو السعودية "حقولًا ذكية" تستخدم تقنيات الاستشعار الفوري والذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة الإنتاجية، كما استثمرت روسيا في تقنيات الحفر في القطب الشمالي لتعزيز إنتاجها من الغاز الطبيعي، رغم العقوبات الاقتصادية.
ورغم الفوائد الاقتصادية، فإن التوسع في تقنيات مثل التكسير الهيدروليكي أثار مخاوف بيئية كبيرة، تشمل تلوث المياه الجوفية، حيث أظهرت دراسات أكاديمية أن استخدام المواد الكيميائية في التكسير الهيدروليكي يهدد مصادر المياه، وانبعاثات الميثان، حيث أشار لـتقرير Greenpeace عام ٢٠٢٣ إلى أن استخراج الغاز الصخري يزيد من انبعاثات الميثان، وهودفيئة أقوى من ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى النشاط الزلزالي، حيث ربطت دراسات في الولايات المتحدة بين التكسير الهيدروليكي وزيادة طفيفة في النشاط الزلزالي في مناطق مثل أوكلاهوما، وعليه، دعت منظمات بيئية ووكالة الطاقة الدولية إلى تطوير تقنيات أكثر استدامة، مثل تحسين إدارة المياه المستخدمة في الحفر وتقليل التسربات.
ختامًا، أحدث التطور التكنولوجي ثورة في قطاع النفط والغاز، حيث مكّنت تقنيات مثل التكسير الهيدروليكي والذكاء الاصطناعي من استغلال موارد جديدة وخفض التكاليف، مما أعاد تشكيل الاقتصاد العالمي وموازين القوى الجيوسياسية، وبينما استفادت دول مثل الولايات المتحدة من هذه التقنيات لتصبح قوة طاقة عالمية، تسعى دول أخرى مثل السعودية وروسيا إلى تبني التكنولوجيا للحفاظ على تنافسيتها، ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو موازنة الفوائد الاقتصادية مع التداعيات البيئية، مما يتطلب استثمارات مستمرة في التقنيات المستدامة.

بقلم/ أحمد محمد


#سفير

حرب الاثني عشر يومًاتفاجئ العالم في ١٣ من يونيو ٢٠٢٥ أن إسرائيل شنت هجمات على إيران، ويعد هذا الهجوم هو تصعيد على عكس ما...
09/08/2025

حرب الاثني عشر يومًا

تفاجئ العالم في ١٣ من يونيو ٢٠٢٥ أن إسرائيل شنت هجمات على إيران، ويعد هذا الهجوم هو تصعيد على عكس ما اعتاد عليه بين إسرائيل، حيث أنه كان يوجد حروب خاطفة مثلما حدث مثلًا في إبريل ٢٠٢٤، ولكن هذه المرة مختلفة عن المرات السابقة حيث أن هذه المرة ضربت إسرائيل مواقع حساسة وقامت أيض يضًا باغتيالات لقادة الحرب الثوري الإيراني ، وبعض علماء إيران النوويين.
انتهزت إسرائيل الفرصة في الوقت يعتبر من أسوء حالات إيران العسكرية، حيث ضعف ما يسمى بمحور المقاومة، بالإضافة إلى أنه في اليوم السابق للحرب، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الإنتشار النووي، وهو ما يهدد إسرائيل، حيث تعتبر إسرائيل الدولة النووية الوحيدة في إقليم الشرق الأوسط.
علاوة على ذلك، ضربات إسرائيل تدل على وجود نية لمحاولة إسقاط النظام الإيراني، وليس فقط لتبقي الدولة النووية الوحيدة في الإقليم.
تلخيصًا لما حدث استهدف كلا الدولتين المراكز الحساسة في البلاد، و لكن من الممكن أن نقول أن إسرائيل استهدفت إيران بشكل أكبر ، و ذلك بمساعدة الولايات المتحدة التي قامت بضرب المفاعلات النووية الإيرانية «فوردو، نطنز ، أصفهان»، كما أن إسرائيل قامت بضرب بعض المواقع الحساسة كخزانات النفط ، و هو ما أدي إلى انقطاع التيار الكهربي نتيجة هذا الهجوم، في المقابل شنت إيران على إسرائيل هجمات صاروخية في «حيفا، وتل أبيب» ، ‏بالإضافة إلى ذلك قامت إيران بضرب قاعدة «العديد» الأمريكية في قطر ردًا على الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة عليها.
‏أما عن الخسائر فقد تحمل كلا الطرفين خسائر باهظة، فبالنسبة لإسرائيل تعتبر تكلفة الصواريخ الاعتراضية التي تتصدى للصواريخ والمسيرات كبيرة للغاية حيث تصل إلى ٢٠٠ مليون دولار يوميًا، على ذلك قدر تكلفة إصلاح المباني المدمرة على أثر الصواريخ الإيرانية بأكثر من ٤٠٠ مليون دولار ، في المقابل إيران تعتبر تكلفة الأضرار المادية أكبر، فإذا نظرنا فقط إلى تكلفة إصلاح المنشآت النووية فقط وهي كبيرة للغاية ، وفي ظل العقوبات المفروضة على إيران من الصعب جدًا إعادة إنشائها مرة أخرى، كما أنه. تم اغتيال العديد من القادة والعلماء النوويين حيث وصل عددهم إلى ١٧ عالمًا و ٣٠ قائدًا عسكريًا وهذه الخسائر لا تقدر بثمن.
‏وبعد كل هذا انتهت الحرب الإيرانية الإسرائيلية بهدنة متوسطًا فيها الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب».
‏وختامًا، هذه الحرب الدامية اعتبر أطرافها الثلاثة (إيران إسرائيل الولايات المتحدة) أنفسهم منتصرين
فقد كشفت حرب الـ ١٢ يومًا بين إيران وإسرائيل عن حجم التوتر القائم في الشرق الأوسط، وأثبتت أن المنطقة لا تزال على حافة انفجار في أي لحظة، وعلى الرغم من إعلان كل طرف النصر بطريقته، فإن الخسائر البشرية والمادية التي خلفتها الحرب لا يمكن إنكارها، بل إنها ستلقي بظلالها على المنطقة السنوات القادمة. كما أن هذا التصعيد أرسل رسالة واضحة للعالم بأن تجاهل الأزمات الإقليمية أو الاستخفاف بها قد يؤدي إلى مواجهات كارثيةبالطبع . إن الهدنة الحالية تظل هشة، ولا يمكن اعتبارها نهاية حقيقية للصراع، بل ربما مجرد استراحة قبل جولة جديدة من التوترات، ما لم تُتخذ خطوات جادة نحو حلول دبلوماسية عادلة وشاملة.

بقلم/أنجي أشرف


#سفير

عقدة كاراباخيعد إقليم ناغورنو كاراباخ، المعروف أيضًا باسم «أرتساخ»، واحدًا من أكثر المناطق توترًا في منطقة القوقاز، حيث ...
05/08/2025

عقدة كاراباخ

يعد إقليم ناغورنو كاراباخ، المعروف أيضًا باسم «أرتساخ»، واحدًا من أكثر المناطق توترًا في منطقة القوقاز، حيث يتنازع عليه كلٌّ من أذربيجان وأرمينيا منذ عقود، يقع الإقليم في جنوب القوقاز داخل الحدود الدولية المعترف بها لأذربيجان، إلا أن غالبية سكانه هم من الأرمن، مما جعل الصراع يأخذ أبعادًا عرقية وسياسية ولغوية معقدة.
يقع إقليم ناغورنو كاراباخ في منطقة استراتيجية تربط بين آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية، يبلغ متوسط ارتفاع جباله ١١٠٠ متر فوق سطح البحر، مما يجعله ذو أهمية تكتيكية وعسكرية مميزة، وهو نقطة وصل بين دول القوقاز: أذربيجان، أرمينيا وجورجيا، مما يجعله مهمًا للتجارة الإقليمية، وهو غني بالموارد الطبيعية مثل النحاس والموليبدينيوم، كما أن تضاريسه تجعله صعب الاختراق، فقد كانت السيطرة على جباله ومرتفعاته عاملًا حاسمًا خلال حرب ٢٠٢٠.
أما عن تاريخه، فقد كان جزءًا من مملكة أورارتو في القرن التاسع قبل الميلاد، ثم مملكة أرتساخ الأرمينية، وفي العصور الوسطى خضع لإمبراطورية فارس، ثم الخلافة العباسية في العصر الإسلامي، ثم تم ضمه إلى الإمبراطورية الروسية بموجب معاهدة جولستان بعد الحرب الروسية ـ القاجارية (إيران)، ثم قرر الاتحاد السوفيتي جعل الإقليم منطقة حكم ذاتي داخل جمهورية أذربيجان السوفيتية، مما أدى إلى بدء اشتعال التوترات العرقية لاحقًا.
كان قرار الاتحاد السوفيتي جعل الإقليم خاضعًا إداريًا لجمهورية أذربيجان فتيلًا لتأجيج الصراع العرقي وتدخل قوى إقليمية ودولية في الصراع، فبعد أن بلغت نسبة الأرمن في الحقبة السوفيتية ٧٦٪ من عدد السكان، طالبت أرمينيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي بأن ينفصل الإقليم عن «أذربيجان» وينضم إلى أرمينيا، إلا أن دخوله داخل نطاق الأراضي الأذرية حال دون ذلك.
بدأت حرب ١٩٨٨-١٩٩٤ بين أرمينيا وأذربيجان، واستمرت ٦ سنوات راح ضحيتها أكثر من ٣٠,٠٠٠ شخص، وتشريد أكثر من مليون شخص من الطرفين، انتهت بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار ١٩٩٤، والذي انتصرت فيه القوات الأرمينية وضمّت على إثره الإقليم. على إثر ذلك بدأ صراع تسلح في المنطقة، خصوصًا على الجانب الأذري الغني بالنفط، حيث ساهمت مدخلاته في تسريع وتيرة عقد التحالفات الاقتصادية والعسكرية، خاصة بين أذربيجان وتركيا التي تربطها بها أواصر التاريخ والعرق، كما أضحت هذه المشكلة سببًا لتدخلات إقليمية وظهور لاعبين رئيسيين في الصراع مثل روسيا، وإيران، وتركيا، وفرنسا، والولايات المتحدة، حيث توجهت روسيا لدعم أرمينيا المنتصرة جزئيًا، مع وجود قاعدة عسكرية في منطقة جيومري الأرمينية.
وكانت مفاجأة الصراع هي وقوف إيران الشيعية مع أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان الشيعية، نظرًا للتوترات السياسية الحادثة بينهما، بينما وقفت تركيا كشريك وداعم، خصوصًا في مجال تدريب وتسليح الجيش الأذري، بالأخص في عام ٢٠٢٠.
في عام ٢٠٢٠، تصاعد التوتر بين الجارتين موقعةً حربًا منتظرةً ومتوقعةً، بدأت بمناوشات بين الطرفين لسنوات طويلة، وعدم إيجاد حل جيوسياسي للصراع، أفرزت حربًا طاحنة لمدة ٤٤ يومًا، تم وقف النار فيها بناءً على وساطة روسية لإنقاذ ما تبقى من جيش أرمينيا الذي انهار بشدة، ودمرت معظم قدراته العسكرية، واستسلمت أعداد كبيرة من قيادته، في هزيمة مذلة تاريخيًا. سيطرت أذربيجان على إثرها على حوالي ٧٨٪ من الأراضي التي كانت تحت سيطرة أرمينيا منذ التسعينات.
خرجت تركيا من هذه الحرب بالكثير من المكاسب العسكرية والجيوسياسية، بل والاقتصادية، أكثر حتى من طرفي الصراع، فقد عززت هذه الحرب مكانة تركيا في منطقة القوقاز ونفوذها كحليف موثوق وقائدة للعرق التركي لهذه المنطقة الحيوية والغنية ذات الأهمية الاستراتيجية.
كما كان لبيرقدار وغيرها من الأسلحة التركية دور مهم ومميز وحاسم في المعركة، حيث أوقعت خسائر مدمرة في قوى الجيش الأرميني البرية والمدرعة، ودمرت الكثير من القدرات اللوجستية، كما أصابت سلاح الطيران الأرميني في مقتل، وجعلت الجيش مكشوفًا للجيش الأذري، محققًا انتصارًا تاريخيًا.
كما أن التدخل التركي أضعف نفوذ كل من روسيا وإيران الإقليمي في الصراعات المنطقية الإقليمية، وتبعه بعد ذلك الصراع الروسي-الأوكراني، ومن المفارقات أن الصراع الأرميني الأذري أظهر دور إسرائيل في التدخل عسكريًا ولوجستيًا لصالح أذربيجان المسلمة الشيعية حليفة تركيا، مما أثار القائمين على الحكم في إيران من وجود تواجد فعلي لإسرائيل في أذربيجان، وأن الأخيرة قد أتاحت ممرًا استخباراتيًا ضد إيران، مما دعا إيران للوقوف بجانب أرمينيا ضد التحالف الأذري التركي الإسرائيلي.
كما أن وجود ما يقرب من ٢٠ مليون من العرقية الأذرية على الأراضي الإيرانية أثار مخاوف إيران من تنامي نزعة قومية تهدد أماكن الثروة البترولية المطلة على بحر قزوين في شمال إيران.
لا يزال الصراع في إقليم ناغورنو كاراباخ – أرتساخ بين الدولتين يشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي في منطقة القوقاز الجنوبية، وتظل المنطقة عرضة للانفجار، كما وأن طريق السلام يتطلب تقديم تنازلات من كلا الطرفين لضمان حقوق الأقليات للآذريين أو ضم بعض الأراضي للأرمن كحل، ولكنه حتى الآن غير مقبول للطرفين، ويظل انعدام الحل مقدمةً كبيرةً لتجدد الصراع بين الطرفين.
وتظل فكرة الانتقام الأرميني والثبات على النصر الدائم الأذري يمثل نزيفًا دائمًا لمقدرات الدولتين في سباق التسلح وحيازة العتاد والتدريب والصناعة العسكرية، كما وأن الضغط الشعبي على الحكومات الأرمينية يمثل تحديًا كبيرًا في ظل مشاكل اقتصادية كبيرة، يظل حلم استعادة الأرض وهزيمة الجيش الأذري هروبًا إلى الأمام من جانب أرمينيا للحفاظ على وحدة الجبهة الداخلية.
كما أن هذا الصراع أدى إلى تدخلات دولية أدت إلى إضعاف القوى الإقليمية التاريخية المعتادة، ناهيك عن تشابك المصالح العرقية والجيوسياسية والدينية، وازدياد التوتر بين إيران وتركيا، ودخول إسرائيل على الخط، يحتاج من كل الأطراف إلى مبادرات وحلول لتسوية الصراع بعيدًا عن لغة السلاح والتدخلات الخارجية.

بقلم / مريم محمد


#سفير

روحٌ ترفض المشيبويظل هذا شعوري الدائم حاليًا، عندما تكون في وقتٍ سعيد تتمنى ألّا ينتهي، هكذا كان فؤادي يتألم في كل لحظة ...
05/08/2025

روحٌ ترفض المشيب

ويظل هذا شعوري الدائم حاليًا، عندما تكون في وقتٍ سعيد تتمنى ألّا ينتهي، هكذا كان فؤادي يتألم في كل لحظة سعيدة تَمُرُّ عليّ مُتمنية أن تدوم أكثر قليلًا، صرت أشاهد ذكرياتي في عقلي وأريد أن أعيش داخل عقلي معي، مع نفسي الصغيرة التي تكبُر يومًا بعد يوم، ترفض أن تكبُر ولكن ما باليد حيلة، يقولون هذه سنةُ الحياة، فمثلًا بعد ١٠٠ سنة من الآن سنصبح مجرد اسم في بطاقة حفيد، لا يعرف عنا شيئًا، فهل تعرف أي معلومات عن جدك السادس مثلًا؟ هكذا هي الفكرة المخيفة، أخاف أن أكبُر، أخاف أن يَمُرَّ العمر وأفقد بريقي، أعلم أن الدنيا فانية ويجب عدم التعلق بها، لكنني حقًا لا تهمني الدنيا بقدر ما يهمني أن أظل فتاة صغيرة لا تحمل همَّ الدنيا، السعي واجبٌ علينا هذه مهمتنا في الحياة، ولكن تشتاق حتمًا لأيامٍ عشت فيها غير مبالٍ، تلهو وتلعب وتفرح بأقل القليل، أتذكر في هذا الوقت كم تمنيت أن أصير راشدة، أردت أن يعاملني الناس على أني فتاة ناضجة تتحمل المسؤولية، وعلى أني رجل يحترمه الناس ويقدرونه ويرمون عليه الحِمل ليحمله عنهم، لم ندرك حجم معاناة الكبار وقتها، لم ندرك أن ابتسامتهم كان خلفها ألمٌ دفين لا يمكن أن يظهر أمام الأطفال، فياليتنا لم نكبر أبدًا، ليتنا ظللنا صغارًا.. نتمنى أن نكبر.

بقلم/ ميادة محمد
#شعور

#سفير

العندليب الاسمر أسطورة حيّة تأبى أن تموت، له سيرة فنية حافلة من الأغاني والأفلام يشهد لها العالم أجمع.هو المغني والممثل ...
04/08/2025

العندليب الاسمر

أسطورة حيّة تأبى أن تموت، له سيرة فنية حافلة من الأغاني والأفلام يشهد لها العالم أجمع.
هو المغني والممثل المصري المعروف باسم« عبد الحليم حافظ»، واسمه بالكامل« عبد الحليم علي إسماعيل شبانة», كان نجاحه كفيلًا بتلقيبه «بالعندليب الأسمر»، ويُعدّ بصمة في تاريخ الفن المصري والعربي، من أفلام وأغانٍ لا تزال حيّة إلى يومنا هذا.

وُلد عبد الحليم في ٢١ يونيو عام ١٩٢٩ في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية قرب القاهرة في مصر، وهو الابن الرابع والأصغر بين إخوته، توفّيت والدته بعد ولادته بثلاثة أيام، وبعد ذلك بفترة لا تقل عن عام، توفّي والده، ثم تربّى في بيت خاله.

التحق بالمعهد العالي للموسيقى الذي أصبح تابعًا لدار الأوبرا المصرية حاليًا، وتخرّج عام ١٩٤٨، عمل بعدها مدرسًا للموسيقى لمدة أربع سنوات، في طنطا ثم الزقازيق ثم في النهاية بالقاهرة، ثم استقال من التدريس في عام ١٩٥٠ والتحق بفرقة الإذاعة المصرية، وأُجيز في الإذاعة عام ١٩٥١ بعد أن قدّم قصيدة« لقاء»، التي كانت من كلمات« صلاح عبد الصبور»وألحان« كمال الطويل».

بعد لقائه بالفنان الإذاعي حافظ عبد الوهاب، سمح له الأخير باستخدام اسمه«حافظ» كلقب فني بدلًا من «شبانة»، وعند غنائه لأغنية« صافيني مرة» لأول مرة عام ١٩٥٢، رفضها الجمهور لكونه غير مستعد لتلقّي هذا النوع من الأغاني، وفي العام التالي أعاد تقديمها وحققت نجاحًا كبيرًا، كما أنه حاز على لقب «العندليب الأسمر» بعد نجاحه الكبير في فيلم «لحن الوفاء».
قدّم العندليب ما يقارب ٢٤٠ أغنية، كما أعاد غناء ١٠ أغانٍ لفنانين آخرين، منهم «فايزة أحمد، أم كلثوم، نجاة الصغيرة، ووديع الصافي»، كما غنّى أمام ٨ آلاف شخص في لندن لصالح المجهود الحربي لإزالة آثار العداوة، وذلك بعد حرب عام ١٩٦٤.

لدى عبد الحليم مسيرة فنية حافلة بالإنجازات، وأغانٍ خالدة يشهد لها العالم العربي أجمع. ومن أهم أغانيه:
«حبيبتي من تكون»التي نُشرت بعد وفاته، و«سمراء» من تأليف «عبد الله الفيصل» ، «وتوبة» التي أعاد غنائها في فيلم«أيام وليالي». كما شهدت السينما المصرية ١٦ فيلمًا لعبد الحليم، تنوّعت فيها الأدوار التي قدّمها، وتركت بصمة في قلوب الناس.

عام ١٩٧٧، أُصيب بتلف في الكبد نتيجة مرض البلهارسيا، مما أدى إلى وفاته في ٣٠ مارس من العام نفسه في لندن، عن عمر يناهز ٤٧ عامًا، ويُعزى أن السبب الرئيسي في مرضه هو الدم الملوّث الذي نُقل إليه حاملًا معه التهاب الكبد الفيروسي من النوع سي، وتداولت آراء أخرى أن سبب الوفاة هو خدش المنظار الذي سبّب نزيفًا في الأمعاء.
انتحرت العديد من الفتيات بعد وفاته، وكانت له جنازة لم تشهد مصر مثلها إلا في وفاة «جمال عبد الناصر وأم كلثوم»، حيث حضر جنازته أكثر من ٢.٥ مليون شخص.

وهكذا يظل العندليب الأسمر أكثر من مجرد مطرب، إنه صوت جيل وذاكرة وطن، فهو رمز لا تغيب عنه الأضواء مهما مرّ الزمان، فقد ترك خلفه إرثًا لا يُنسى، وأغانيه ما زالت تسكن القلوب، فلا يوجد منا من لم يشعر بصدق كلماته، وكأن كلماته لا تزال تهمس في آذان كل عاشق حتى اليوم، حين قال:
«جانا الهوى جانا، ورمانا الهوى رمانا...
آه ما رمانا الهوى ونعسنا، واللي شبكنا يخلصنا، اللي شبكنا يخلصنااا»
وكم يشبه الحب الذي غنّاه الحب الذي يزورنا فجأه بغير ميعاد ، ودون استئذان ولا نستطيع الخلاص منه ونظل عالقين في العشق والهوى دون خلاص.
العندليب فنان لا يُنسى، وصوت لا يتكرّر، يُعيدنا إلى زمن كانت فيه الأغاني أكثر دفئًا وحياة.
بقلم/ مريم أشرف

#ستوريا
#سفير

حين يطول الليلولأول مرة منذ زمنٍ طال، أتمنى أن يطول الليل، وتكثر الساعات والدقائق، ويتمدد الزمن؛ كي لا تأتي تلك اللحظة ا...
03/08/2025

حين يطول الليل

ولأول مرة منذ زمنٍ طال، أتمنى أن يطول الليل، وتكثر الساعات والدقائق، ويتمدد الزمن؛ كي لا تأتي تلك اللحظة التي ستنتهي فيها تلك الرحلة.

وإلى متى؟
إلى متى سيظل قلبي وعقلي مُعلَّقين بما لا يطول ويدوم؟

تشقق قلبي، وأصبحت بعض أجزائه فُتاتًا من شدة الحزن.
أصبحت اليوم أدرك مخاوفي، وأدرك ما تحتاجه نفسي وتشتهيه، لكنني لا زلتُ عاجزة عن تلبيته.

ولا أعلم يا دنياي متى يحين الوقت لاستقرار يدوم فترة تُرضيني، فترة تشفى فيها جراحي، ويترمم بها شقوق قلبي.
أدعوكي طلبًا واستعطافًا ببعضٍ من الرحمة على ما انطفأ بالداخلِ.

بقلم/ ندى صالح


#سفير

البيانات: رأس المال الاستراتيجي للاقتصادعلى مدى العقود الماضية كانت الثروات والقوة الاقتصادية للدول تُقاس أساسًا بامتلاك...
02/08/2025

البيانات: رأس المال الاستراتيجي للاقتصاد

على مدى العقود الماضية كانت الثروات والقوة الاقتصادية للدول تُقاس أساسًا بامتلاكها الموارد الطبيعية مثل النفط، المعادن النادرة، الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى الموارد البشرية ورأس المال المادي، لكن مع تسارع التحول الرقمي وانتشار الأدوات الرقمية في الاقتصاد، بدأت خريطة القوة الاقتصادية تتغير بشكل جذري، لتصبح «البيانات» العنصر الأكثر تأثيرًا في المشهد الاقتصادي الجديد، لم يحدث هذا التحول فجأة، بل نتج عن تراكم الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا وتوسع التفاعلات الرقمية في جميع جوانب الحياة، من أبسط المعاملات اليومية إلى أعقد قرارات الاستثمار والتجارة.
كما كان الفحم هو وقود الثورة الصناعية، والبترول هو محرك القرن العشرين، فإن البيانات هي وقود الثورة الصناعية الرابعة، ومن لا يملكها أو لا يُحسن استخدامها سيبقى خارج سباق التقدم. في هذا السياق، برز مفهوم «اقتصاديات البيانات» باعتباره الإطار الذي يُعيد تعريف الإنتاج، القيمة، والسيادة الاقتصادية في العصر الرقمي، لم تعد البيانات مجرد أداة مساندة، بل أصبحت حجر الأساس في البنية الاقتصادية الجديدة.
الاقتصاد العالمي اليوم يقوم على بنية رقمية معقدة، قوامها الأساسي البيانات، فكل عملية شراء، وكل ضغطة على هاتف ذكي، وكل دقيقة يقضيها مستخدم على الإنترنت، تولد بيانات، هذه البيانات ليست مجرد أرقام، بل هي ثروة معرفية هائلة. تشير تقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إلى أن تدفق البيانات عبر الحدود يساهم بنسبة متزايدة في الناتج المحلي العالمي، متجاوزًا في حجمه وتأثيره تدفق السلع والخدمات التقليدية.
قد أصبحت البيانات سلعة استراتيجية تضاهي في قيمتها الموارد الطبيعية، حيث ان المعلومات التي تنتجها التفاعلات الرقمية تُخزن وتُحلل لتشكل أنماطًا وفهمًا عميقًا للسلوك البشري والاتجاهات الاقتصادية ليتجه استخدام هذه الانماط في توقع الطلب، تحسين سلاسل التوريد، وحتى في تحديد مواقع إنشاء المصانع أو إطلاق المنتجات الجديدة، مما أسهم في تسهيل المهمة على الشركات، حيث في السابق كانت الشركات تعتمد على الحدس والخبرة المتراكمة, أما اليوم فتعتمد على الخوارزميات والنماذج التنبؤية، أصبحت الشركات الرائدة مثل Amazon وGoogle لا تنتج منتجات مادية بقدر ما تنتج رؤى وتحليلات مستندة إلى بيانات المستهلكين.
شكل توظيف البيانات الضخمة حجر الأساس في تفوق شركة Amazon، إذ تعتمد على نماذج تنبؤية وخوارزميات تحليلية لتحسين تجربة العميل من خلال التوصيات المخصصة، والتسعير الديناميكي، وإدارة المخزون anticipatory shipping، وقد أشارت تقارير متخصصة إلى أن خوارزمية التوصيات وحدها تسهم بما يقارب ٣٥٪ من مبيعات الشركة، مما يعكس الأثر المباشر للبيانات على النمو والكفاءة التشغيلية.
لكن كما أن للبيانات قوة بناءة، فإن لها وجهًا مظلمًا، فالبيانات المضللة والمزيفة باتت تهدد الاقتصادات والديمقراطيات معًا، في الاقتصاد، يمكن للمعلومات الخاطئة أن تؤدي إلى قرارات استثمارية خاطئة، وزعزعة الأسواق. مقياسا على ذلك ففي بداية ٢٠٢٥، أظهرت بيانات هيئة الإحصاء المصرية انخفاض معدل التضخم من ٢٤٪ إلى ١٢.٨٪ خلال شهرين، ما أُثير حوله تفاؤل واسع كدليل على تحسن اقتصادي، لكن هذا التراجع كان نتيجة أثر «قاعدة الأساس» الإحصائية، إذ قُورن التضخم بفترة سابقة مرتفعة بشكل استثنائي، ما أعطى انطباعًا زائفًا بانخفاض الأسعار رغم استمرار ارتفاعها فعليًا.
سرعان ما ارتفع التضخم مجددًا إلى ١٦.٨٪في مايو، ما كشف عن عدم دقة البيانات الأولية وتأثيرها السلبي على صنع القرار، إذ أدت إلى تخفيف مبكر للسياسات النقدية وفقدان الثقة بين المستثمرين والمواطنين، مما أضعف استقرار الاقتصاد وأبرز مخاطر الاعتماد على بيانات غير موثوقة في توجيه السياسات الاقتصادية.
في سباق الهيمنة العالمية، أصبحت البيانات أحد أهم أصول القوة الجيوسياسية، الدول التي تسيطر على البيانات وتكنولوجيا تحليلها هي التي تحدد قواعد اللعبة، تسعى الصين والولايات المتحدة عبر شركاتهما العملاقة إلى بسط النفوذ في الفضاء الرقمي من خلال السيطرة على تدفق البيانات وتطوير تقنيات تحليلها، حيث اتخذت واشنطن إجراءات صارمة للحد من نقل البيانات الحساسة إلى الصين، فيما تستجيب بكين بتشديد الرقابة على شركات التكنولوجيا الأجنبية، تُظهر الأحداث والتقارير الرسمية، مثل الإجراءات الأمريكية للحد من نقل البيانات الجينومية إلى الصين، واستدعاء الصين لشركات التكنولوجيا الأجنبية لمراجعة مخاطر أمنية، كيف تحولت البيانات من مجرد معلومات إلى أداة استراتيجية حاسمة تستخدمها الدول لتعزيز نفوذها الاقتصادي والتكنولوجي في المنافسة العالمية.
تُعدّ البيانات اليوم من أهم محركات التحول الاقتصادي والاجتماعي، ويكمن التحدي الحقيقي في كيفية استثمارها بشكل يحقق النفع العام. فبناء بيئة تشريعية وتقنية مرنة، وتنمية الكفاءات الوطنية، يمثلان حجر الأساس لأي اقتصاد رقمي متقدم، إن الانتقال من مجرد جمع البيانات إلى مرحلة توليد القيمة منها يتطلب وعيًا وابتكارًا وإرادة سياسية، ولعل من ينجح في ذلك، سيكون الأقدر على تحقيق الريادة، وضمان مستقبل أكثر عدالة واستدامة وكفاءة.

بقلم/ نورهان مصطفى


#سفير

تتقدم مجلة سفير بكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بأصدق التهاني وأطيب الأمنيات للأستاذة الدكتورة/ شيرين عادل نص...
31/07/2025

تتقدم مجلة سفير بكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بأصدق التهاني وأطيب الأمنيات
للأستاذة الدكتورة/ شيرين عادل نصير ، بمناسبة صدور قرار رئيس الجامعة بتكليف سيادتها قائمًا بعمل عميد الكلية.
راجين من الله تعالى أن يوفقها ويسدد خُطاها، وأن تشهد الكلية في عهدها مزيدًا من التقدم والازدهار.

#سفير

جزيرة سواكن: بوابة الأطماع العثمانية أم مشروع تنمية تركيتعد جزيرة سواكن واحدة من أبرز النقاط الساخنة في الجغرافيا السياس...
29/07/2025

جزيرة سواكن: بوابة الأطماع العثمانية أم مشروع تنمية تركي

تعد جزيرة سواكن واحدة من أبرز النقاط الساخنة في الجغرافيا السياسية للبحر الأحمر، إذ تجمع بين إرث تاريخي عريق وموقع استراتيجي بالغ الأهمية.
على مدى قرون، شكلت سواكن ميناء رئيسيًا ومحطة للحجاج الأفارقة، كما كانت مركزًا للأسطول العثماني في المنطقة، ولا تزال آثار العمارة العثمانية شاهدة على هذا الدور المحوري، في السنوات الأخيرة تصاعد الجدل حول الجزيرة بعد توقيع اتفاق بين السودان وتركيا في عام ٢٠١٧ يقضي بتطوير الجزيرة وإدارتها من قبل أنقرة، ما أثار مخاوف إقليمية ودولية بشأن دوافع تركيا، بين من يرى في الخطوة محاولة لاستعادة النفوذ العثماني القديم، ومن يعتبرها فرصة لتنمية الجزيرة وإحياء اقتصادها المحلي.
أهمية سواكن لا تقتصر على بعدها التاريخي، بل تتعزز بموقعها الجغرافي الحيوي، إذ تقع مقابل السواحل السعودية وقرب الممرات البحرية الدولية، ما يجعلها ذات قيمة استراتيجية تتجاوز البعد السياحي أو الثقافي، هذا الموقع جعلها محط أنظار القوى الإقليمية والدولية، خصوصًا في ظل التنافس على النفوذ في البحر الأحمر، الذي يعد شريانًا للتجارة العالمية والطاقة، كما تلعب سواكن دورًا محوريًا في مراقبة حركة السفن وتأمين طرق الملاحة البحرية الحيوية، مما يزيد من أهميتها في الأمن البحري الإقليمي، إضافة إلى ذلك، فإن تطوير ميناء سواكن يعزز من فرص الاستثمار والتنمية الاقتصادية في المنطقة، مما يجعلها نقطة جذب استراتيجية متجددة على الساحة الدولية.
في ديسمبر عام ٢٠١٧، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن اتفاق مع الرئيس السوداني السابق عمر البشير يقضي بتخصيص الجزيرة لتركيا لإعادة تأهيلها وإدارتها، الاتفاق شمل مشاريع ترميم واسعة للآثار العثمانية، وتطوير الميناء التاريخي، وإنشاء مرافق بحرية مدنية وعسكرية، بالإضافة إلى اتفاقيات استثمارية وزراعية وصناعية، وتسهيلات في التأشيرات، وتأسيس بنك مشترك، وإنشاء مطار جديد في الخرطوم، تركيا بررت المشروع بأنه يهدف إلى إحياء التراث العثماني وتحويل سواكن إلى مركز للسياحة الثقافية والدينية، خصوصًا للحجاج الأفارقة، بينما أكدت الحكومة السودانية أن الشراكة مع تركيا تنموية استثمارية سياحية وليست عسكرية.
يحمل الاتفاق بين السودان وتركيا حول جزيرة سواكن أبعادًا جيوسياسية عميقة، إذ يرى مراقبون أن اختيار سواكن تحديدًا يعكس رمزية عثمانية واستراتيجية أوسع لأنقرة لإعادة توسيع حضورها في الشرق الأوسط وأفريقيا، الموقع الاستراتيجي للجزيرة يمنح تركيا موطئ قدم على الساحل المقابل للسواحل السعودية وقرب الممرات البحرية الدولية، ما يتيح لها التأثير في التوازنات الإقليمية، خصوصًا مع وجود قواعد تركية في الصومال وشراكات مع دول القرن الأفريقي، كما تسعى تركيا للاستثمار في الموارد الزراعية والمعدنية للسودان، وتعزيز وجود شركاتها في مجالات البناء والتعدين، وتطوير مشاريع البنية التحتية التي تفتح آفاقًا اقتصادية جديدة تعود بالنفع على كلا الجانبين.
إقليميًا، أثار الاتفاق ردود فعل متباينة، حيث اعتبرت مصر أن الاتفاق يمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، خصوصًا مع تصاعد النزاعات حول مثلث حلايب وقضية مياه النيل، كما حذرت السعودية والإمارات من الطموحات التركية في البحر الأحمر، معتبرتين أن أي وجود عسكري تركي في سواكن قد يهدد مصالحهما، خصوصًا مع التنافس المتصاعد على النفوذ في الموانئ والاستثمارات الإقليمية، أما السودان فقد دافع عن الاتفاق في البداية، لكنه تعرض لضغوط داخلية وإقليمية أدت إلى تجميد المشروع بعد الإطاحة بالبشير في عام ٢٠١٩، مع تصاعد المطالب الشعبية والسياسية بعودة الجزيرة إلى السيادة السودانية الكاملة.
من الناحية العملية، لم تظهر حتى الآن مؤشرات واضحة على تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار بشكل واسع في الجزيرة، رغم وصول خبراء أتراك وبدء بعض الدراسات الجيوفيزيائية والمسح الميداني، إلا أن العمل الفعلي ظل محدودًا بسبب التوترات السياسية والاقتصادية في السودان، وتغير مواقف الحكومة السودانية بعد الثورة، ورغم نفي تركيا رسميًا وجود نوايا عسكرية في الجزيرة، إلا أن الشكوك الإقليمية ظلت قائمة، خصوصًا في ظل تصاعد الاستقطاب بين المحاور الإقليمية في البحر الأحمر.
وفي ظل استمرار الاضطرابات السياسية والاقتصادية في السودان، يبقى مشروع تطوير سواكن في حالة جمود، وسط مخاوف من أن تظل الجزيرة محط تجاذبات إقليمية ودولية مستمرة دون تحقيق تنمية حقيقية تعود بالنفع على سكانها والمنطقة ككل، هذا الواقع يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي، حيث تتداخل المصالح التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية، ويظل التحدي الأكبر أمام السودان هو توظيف موقع الجزيرة الاستراتيجي لصالح تنمية وطنية حقيقية بعيدًا عن الاصطفافات والمحاور الإقليمية.
من جهة أخرى، أبدت تركيا استعدادها للعب دور الوسيط في النزاعات الإقليمية، حيث عرض الرئيس رجب طيب أردوغان التوسط بين السودان والإمارات لإحلال السلام والاستقرار في السودان، مؤكدًا حرص بلاده على وحدة السودان واستقراره، واستمرار تقديم الدعم الإنساني والدبلوماسي للسودانيين، ويعكس هذا التوجه رغبة أنقرة في الحفاظ على حضورها في البحر الأحمر عبر أدوات القوة الناعمة والاستثمار، إلى جانب الطموحات الجيوسياسية، مع محاولة تجنب التورط في الصراعات الداخلية السودانية بشكل مباشر.
يبقى مستقبل جزيرة سواكن محاطًا بتحديات وفرص متشابكة تعكس تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، تتقاطع في الجزيرة مصالح متعددة، تجمع بين الطموحات التنموية للسكان المحليين والمصالح الاستراتيجية، مما يجعل من إدارة هذه التداخلات أمرًا حاسمًا، إن قدرة السودان على تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي تشكل العامل الأساسي في تحديد مصير سواكن، حيث يمكن استثمار موقعها الجغرافي الاستراتيجي لتعزيز التنمية الوطنية وتحقيق التكامل الإقليمي، يتطلب ذلك رؤية شاملة توازن بين المصالح المحلية والدولية، وتجنب الانزلاق في صراعات قد تعيق التنمية المستدامة، في ظل هذه المعطيات، يمكن أن تتحول سواكن إلى نموذج ناجح للتنمية المستدامة والتعاون الإقليمي، يعكس إمكاناتها التاريخية والجغرافية، لذا فإن مستقبل الجزيرة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمدى قدرة السودان على إدارة هذه الديناميات بحكمة وفعالية.

بقلم/ أحمد هاني


#سفير

حين لا يكون الامان من الداخل واعلم يا عزيزي، إن لم تكن العائلة هي أول الداعمين، أكبر المؤيدين، جيشك الأول قبل كل شيء، فم...
29/07/2025

حين لا يكون الامان من الداخل

واعلم يا عزيزي، إن لم تكن العائلة هي أول الداعمين، أكبر المؤيدين، جيشك الأول قبل كل شيء، فمهما نلت من كلمات التحفيز والتشجيع، فذلك لا يساوي شيئًا.

هم جدار الأمان الذي يحميك. وأي شيء بعدهم لا يشبههم. وإن لم يكونوا هم، فلن يعني أي شيء يأتي بعدهم شيئًا، حتى وإن كان صادقًا ومن القلب.

من المخزي أن تعيش منهزمًا، لا تصدق نفسك، ولا تثق بها. أن تعيش كالهارب في ظل ذاته، خائفًا، مرتجفًا، وحيدًا، حزينًا.

تذهب المشاعر سُدى، ثم يلومك البعض على قساوتها.

ـ "لماذا كل هذه الصلابة بداخلك؟ أليس غريبًا؟"

ـ كلا، إنه التطبّع الذي تُرك في داخلي حتى صار جزءًا لا يتجزأ مني.

بقلم/ ندى صالح
#شعور

#سفير

بقيت أناوكالمُعتاد...تسير الأمور على نحوٍ غير الذي تمنيتُه،يجرف الواقع الآمال وكل ما يومًا رجوتُه،أرى حُطام أحلامي، حُطا...
27/07/2025

بقيت أنا

وكالمُعتاد...
تسير الأمور على نحوٍ غير الذي تمنيتُه،
يجرف الواقع الآمال وكل ما يومًا رجوتُه،
أرى حُطام أحلامي، حُطام أيامي،
وأبقى أنا حيث أنا، وحدي أنا كما يبدو،
ولكني لست بوحيدة...
تؤنسني ظُلمة لا تنتهي، دُجى موحشة كئيبة،
أرصُف مُرتص عليها طموحات قديمة، وسماء ما لبث أن خالجها صباح حتى اعتمت إلى أبد لا نهاية له،
وبقى بحوزتي قلم وفِكر، لم تعد هنالك صفحات،
وليس بأوراقي مُتسع إلا وقد ضاق، ضاق بشعور وخيبات ونضال خاسر،
نضال لم يعرف يومًا سوى إدراك المهازل،
وبقيت أنا، بقيت ليس لأنني أرغب،
فقط لأنه ليس بإمكاني سوى البقاء، الكتابة، وصمتي الخارجي، ذاك الذي يخفي عواصف دواخلي.

بقلم/ملك زكي


#سفير

جنوب يشتعل وحدود تتمدّد  في أعقاب التحولات الجذرية التي شهدتها سوريا بعد انهيار النظام السابق بقيادة بشار الأسد وانسحاب ...
26/07/2025

جنوب يشتعل وحدود تتمدّد

في أعقاب التحولات الجذرية التي شهدتها سوريا بعد انهيار النظام السابق بقيادة بشار الأسد وانسحاب القوات الروسية وبروز قيادة جديدة، دخلت البلاد مرحلة من الضعف البنيوي العميق، أفقدت النظام الكثير من أدوات السيطرة والسيادة، حتى بات في كثير من الأحيان أقرب إلى «فاعل من دون الدولة» أو «نظام تابع»، رغم بقاء الهياكل الرسمية للدولة قائمة، وقد أسهم هذا الواقع المختل في تفكك المركزية السياسية والأمنية، وترك فراغًا واسعًا في العديد من المناطق (لا سيما الأطراف)، الأمر الذي جعل البلاد عرضة لتكالب القوى الإقليمية والدولية، كلٌّ يسعى لاقتطاع جزء من النفوذ.
وفي خضم هذا الفراغ، اتجهت بعض الأطراف الإقليمية إلى توسيع تدخلها، ليس فقط لأسباب أمنية أو سياسية ظرفية، بل كجزء من رؤى استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى إعادة ترتيب موازين القوى في الداخل السوري، واستثمار الانقسام المجتمعي والتفكك السلطوي؛ لصالح مشاريع نفوذ تمتد إلى ما هو أبعد من حدود الدولة السورية نفسها، وقد ترافق هذا الانهيار مع تكالب إقليمي على الجغرافيا السورية؛ فتركيا عززت وجودها في الشمال وقدّمت دعمًا مباشرًا للحكومة السورية الجديدة التي كانت تمثل المعارضة السياسية سابقًا، ساعيةً بذلك إلى توسيع مجال نفوذها وتأمين حدودها الجنوبية، وفرض ترتيبات سياسية تعكس أولوياتها الاستراتيجية، وفي الوقت نفسه، حافظت القوات الأمريكية على تمركزها في الشرق، في إطار دعمها لإدارة ذاتية كردية، بينما تحوّل الجنوب السوري إلى منطقة رخوة أمنيًا وسلطويًا، تتصارع عليه مصالح إقليمية ودولية، أبرزها التمدد الإسرائيلي الذي بات يأخذ طابعًا استراتيجيًا متصاعدًا.
إلّا أن التدخل الإسرائيلي في هذه المنطقة لم يكن مجرّد استجابة لهشاشة الواقع السوري؛ بل يُعدّ جزءًا من مشروع استراتيجي متكامل يُعرف باسم «ممر داوود»، يستهدف إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة، بما يخدم الطموحات الإسرائيلية التوسعية على المستويين الأمني والاقتصادي، واضعة نصب عينيها هدفًا طويل الأمد يتمثّل في تكريس دورها كمركز إقليمي مهيمن في الشرق الأوسط.
ويتجلّى هذا المشروع من خلال السعي إلى إنشاء شريان بري يمتد من سواحل المتوسط مرورًا بالجولان ودرعا والسويداء والرقة ودير الزور، وصولًا إلى التنف عند المثلث الحدودي مع العراق، ثم باتجاه كردستان العراق، وقد تموضع هذا الامتداد داخل مناطق تعاني من فراغ أمني وتآكل في سلطة الدولة، الأمر الذي أتاح لإسرائيل تحقيق اتصال مباشر مع مناطق النفوذ الأمريكي–الكردي في شمال سوريا وغرب العراق، ما جعله بيئة مثالية لتقاطع المصالح الإسرائيلية–الأمريكية، خاصةً في ظل الانتشار الكثيف للقواعد العسكرية الأمريكية على طوله، والتي توفّر غطاءً لوجستيًا حاسمًا لإنجاح المشروع.
وفي هذا السياق، يتجاوز المشروع أهدافه الجيوسياسية ليشمل أبعادًا طائفية وعرقية، من خلال التمهيد لقيام كيانات منفصلة، كالدولة الدرزية في الجنوب، والكردية في الشمال، بما يتوافق مع «خطة عوديد ينون» لعام ١٩٨٢، الهادفة إلى تفتيت دول المنطقة إلى كيانات أصغر يسهل التحكم بها، ويستند المشروع كذلك إلى خلفيات دينية وتاريخية تُجسّد تصوّر «إسرائيل الكبرى»، وتُعيد إحياء مفاهيم «الشرق الأوسط الجديد» كما صاغها شمعون بيريز وبرنارد لويس، حيث تسعى إسرائيل لتقديم نفسها كقوة محورية تتحكم بمفاتيح التجارة والطاقة، وتُعيد رسم موازين القوى في المنطقة بما يخدم مصالحها الاستراتيجية.
ولا تقتصر أهداف هذا التمدد على الأبعاد الجيوسياسية، بل تمتد إلى قطاعات الطاقة والتجارة، إذ يُمثّل الممر طريقًا محتملًا لتصدير النفط السوري عبر الموانئ الإسرائيلية، وبديلًا استراتيجيًا لمشاريع إقليمية كطريق الحرير الصيني وخط الغاز الروسي–التركي، كما يسعى لاستباق مشروع الممر القطري إلى أوروبا، من خلال فرض وقائع جديدة تُعزّز من تحكّم إسرائيل وشركائها في خطوط الطاقة، وهو ما يمنح تل أبيب قوة سياسية واقتصادية متزايدة، عبر فرض نفسها كفاعل رئيسي في تدفّق الطاقة من الشرق الأوسط إلى أوروبا، والتحكّم في الممرات الحيوية التي تربط الخليج بالقارة الأوروبية.
ومن هذا المنطلق، لم يكن التحرك الإسرائيلي تجاه الدروز واستغلال الانقسامات الداخلية مجرد أداة نفوذ محلية، بل خطوة مدروسة ضمن استراتيجية متعددة الأبعاد، تقوم على المزج بين التدخل المباشر في الشؤون الداخلية السورية، وسياسة «فرّق تسُد»، بما يتيح لإسرائيل إعادة هندسة المشهد الإقليمي لصالحها.
فمن خلال توظيف الورقة الطائفية والعرقية، عملت إسرائيل على تعميق الانقسامات داخل المجتمع السوري، مركّزة على الطائفة الدرزية في السويداء باعتبارها نقطة ارتكاز يمكن استثمارها، وقد سعت إلى تغذية مخاوف الدروز من التغيرات السياسية والعسكرية، خصوصًا في ظل صعود أحمد الشرع إلى الواجهة، وهو شخصية مرتبطة (بحسب بعض الروايات) بجبهة النصرة، المتهمة سابقًا بارتكاب انتهاكات ضد الدروز، ما ولّد لدى الطائفة حالة من القلق وعدم الثقة تجاه النظام الجديد.
وتزامن ذلك مع تفكك المركزية داخل الدولة السورية، ما أتاح لإسرائيل فرصة التوغل في الجنوب مستندة إلى ذرائع حماية الأقليات والدفاع عن حقوق الإنسان، لتبرير تدخلها وتعزيز موطئ قدمها الاستراتيجي، وقدّمت في هذا الإطار حوافز متعدّدة، كفرص العمل والدعم الأمني، بهدف استمالة أبناء الطائفة وكسب تأييدهم، وتحويلهم إلى ركيزة محلية تُمكّنها من إضعاف أي مقاومة موحدة داخل الإقليم.
لكن هذه المقاربة (رغم مكاسبها الآنية) قد تُفضي إلى تحميل فئة بعينها مسؤولية التعاون مع قوى خارجية، ما يعمّق عزلتها ويُضعف النسيج المجتمعي.
جملة القول، إن ما يجري في الجنوب السوري لا يندرج ضمن تحرك إنساني كما تزعم إسرائيل، بل يشكّل جزءًا من مشروع استراتيجي أوسع لإعادة تشكيل توازنات المنطقة وتفتيت سوريا، مستغلةً ضعف الدولة وتآكل سيادتها، وفي ظل هذا الفراغ الجيوسياسي، تتحول معركة الجنوب إلى ما هو أبعد من مجرد صراع على رقعة جغرافية؛ إنها اختبار حقيقي لمستقبل الدولة السورية ككيان موحّد، ولسقف قدرتها على مواجهة مشاريع التقسيم التي تُدار بعناية من خلف الستار، وإذا لم يُواجَه هذا المشروع بردّ إقليمي متماسك واستراتيجية وطنية تستعيد زمام المبادرة، فإن خطر إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة سيظل قائمًا، ومفتوحًا على أسوأ السيناريوهات.

بقلم/ آية حسام


#سفير

Address


Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when سفير - Ambassador posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to سفير - Ambassador:

  • Want your business to be the top-listed Media Company?

Share