20/01/2024
يقول الأستاذ عماد سليم العبادى
# امتنا ما بين الدحداح والدحدوح #
أربعة عشر قرنا ونصف من الزمان مرت على أمتنا الإسلامية قامت فيها وكبت ثم قامت وكبت ولا زالت على هذا الحال تقوم وتكبو حتى تقوم الساعة بالأمس كان الدحداح واليوم يكون الدحدوح. كلنا يعلم قصة الصحابي ابي الدحداح الذي اشترى نخلة في بستان احد الأشخاص كانت تعترض جدار لبستان آخر مجاور له يملكه صبي يتيم بعدما طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الرجل ان يبيع النخلة للصبي ولكنه رفض طمعا في متاع الدنيا فأعاد الرسول قوله «بع له النخلة ولك نخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام».
لكن الرجل رفض مرة اخرى فتدخل احد اصحاب الرسول ويدعى ابي الدحداح فقال للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إن اشتريت تلك النخلة وتركتها للصبي ألي نخلة في الجنة يا رسول الله؟ فأجاب الرسول نعم. فقال ابو الدحداح للرجل أتعرف بستاني يا هذا؟
فقال الرجل، نعم، فمن في المدينة لا يعرف بستان ابي الدحداح ذي الستمائة نخلة والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله فكل تجار المدينة يطمعون في تمر ابي الدحداح من شدة جودته، فقال ابو الدحداح، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي فنظر الرجل الى الرسول غير مصدق ما يسمعه أيعقل ان يقايض ستمائة نخلة من نخيل ابي الدحداح مقابل نخلة واحدة! فيا لها من صفقة ناجحة بكل المقاييس فوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة على البيع وتمت البيعة.
وعندما عاد ابو الدحداح الى امرأته، دعاها الى خارج المنزل وقال لها «لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط» فسألت عن الثمن فقال لها «لقد بعتها بنخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام» فردت عليه متهللة «ربح البيع ابا الدحداح، *
وها نحن اليوم نرى وائل الدحدوح هذا الرجل الفلسطيني الذي يعمل مراسلا بقناة الجزيرة يفقد زوجته ومعظم ابناؤه في قصف إسرائيلي ومن ثم يفقد ابنه حمزه بالأمس فنراه يقبل يدي ابنه ويخاطبه ويدعو له بالجنة وان يتقبله الله من الشهداء ويطلب من ابنه انه يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم. هذا الثبات والصمود الاسطوري الذي يتمتع به هذا الرجل جعلني أجزم ان أمتنا بخير طالما يخرج من أصلابها مثل هؤلاء الرجال
واحب ان اختم مقالي بكلمات تثير فينا الأمل وتبعث في نفوسنا الطمأنينة بأن النصر آت لا محالة ف أمة بها أمثال الدحداح والدحدوح لابد أن يكون حليفها النصر.
حتى لو اجتمع عليها اباطرة الارض وتكالب عليها العتاه الجبابرة من أقصى الدنيا إلى اقصاها
قال تعالى
{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}