05/12/2023
عاتبت إمرأةً أمير... فَدُكَّت الحصون، وفُتِحَت الأَمْصَار، وضُرِبَت الأَعناق، وحُرِّرَ الأسرى، وشُفِيت القلوب، وسُرَّت الوجوه... فأين نحن من تاريخنا وأين نحن من سِيَرِ سَلَفِنَا!!
يُروى أن إمرأة مسلمة من وادي الحجارة قـ..ـتل العدو وأسر جماعة من أهلها في زمن الحَكَم بن هشام الربضي ثالث أمراء الدولة الأموية في الأندلس (ت 206هـ/821م) ، فقالت: "واغوثاه بك يا حَكَم! لقد أهملتنا، حتى كَلَبَ العدو علينا، فأَيَّمَنا، وأَيْتَمَنا".
فسمع إستغاثتها مستشار لَهُ أسمه العباس، فدخل على الحَكَم وأبلغه بإستغاثة المرأة به، وعتبها عليه، وبما فعل الأعداء بمسلمي وادي الحجارة، وأنشده قصيدة جاء فيها:
تَدَارَكْ نساء العالمين بنصـرةٍ *** فإنك أحرى أن تُغيثَ وتَنْصُـرَا
فنادى الحَكَم بالجـ..ـهاد والإستعداد، وانطلق إلى وادي الحجارة، وسأل عن الخيل التي أغارت من أي أرض العدو كانت؟ فأُعلم بذلك، فغزا تلك الناحية وأثخن فيها، وفتح الحصون، وقـ..ـتل عددًا كثيرًا، وحرر أسرى المسلمين، ورجع إلى وادي الحجارة، وأمر بإحضار المرأة، وجميع من أُسر له أحد في تلك البلاد، فأمر بضرب رقاب أسرى العدو أمامهم، وقال للعباس: سَلْها هل أغاثها الحكم؟ فقالت المرأة: "والله لقد شفى الصدور، وأنكى العدو، وأغاث الملهوف، فأغاثه الله". فارتاح لقولها، وبدا السرور في وجهه، وقال:
أَلَمْ تَرَ يا عبَّاس أني أجبتهــا *** على البعد أقتادُ الخميسَ المُظَفَّـــرا
فأدركْتُ أوطارًا وبرَّدتُ غِلًّـةً *** ونفَّستُ مكروبًا وأغنيتُ مُعسِــرا
فقال العباس: نعم، جزاك الله
خيرًا عن المسلمين.
للمزيد انضموا إلينا أو تابعونا ليصلكم كل ماهو جديد