11/12/2022
في أحد السنوات العجاف فى عهد الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته ساد الفقر و الجوع ديار المسلمين. إزداد الفقراء فقرا واغتنى الاغنياء ...
وفي أحد المساجد أعجب المصلين بكثرتهم وكان جلهم من أغنياء المدينة ، وكان الإمام أحمد بن حنبل ، يرحمه الله ، موجودا ، فقالوا له:
ترى ياإمام
ما أكثر المصلين؟
فقال: لا أرى أحدا..
ولجوابه المفاجئ والغريب ، قال له أحدهم: هل أنت أعمى..؟!
و كان الرد فيه من سوء الأدب ، و قلة الاحترام .. !
ولكن اﻹمام بكل حكمة وأدب أجابهم:هـ
✔️الأعمى .. من أغمض عينيه عن أرملة أوجع رأسها حمل ثقيل..!
✔️الأعمى .. من توجه للقبلة ، و أدار ظهره للأيتام و الفقراء..!
✔️الأعمى .. من سجد لله ، و تكبر على عباده ..!
✔️الأعمى .. من كان في الصف اﻷول من المصلين وتغيب عن صف إطعام الجياع ومساعدة المحرومين.
✔️الأعمى .. من تصدق يوما ، و هو قادر أن يتصدق دوما ..!
✔️الأعمى .. من صام عن الطعام ، و لم يصم عن الحرام ..!
✔️الأعمى .. من طاف بالبيت الحرام ، و لم يطف حول فقراء يموتون من شدة العوز ..!
✔️الأعمى .. من رفع الأذان ، و لم يرفع أبويه ..!
✔️الأعمى .. من صلى و صام ، وغش في بيعه و شرائه ..!
✔️الأعمى .. من قام بين يدي الله ، و قلبه كله حقد ، و كره ، واحتقار ، لإخوانه المسلمين ..!
✔️الأعمى .. من لم تغير عبادتُه أخلاقَه ومعاملاته ..!
✔️الأعمى .. من صلى وصام ، و هو يناصر الظلمة ..!
✔️الأعمى .. من صلى وصام ، ولم تسلم يداه من دماء المسلمين ..!
✔️الأعمى .. من صلى ، ولم ينتفع أحدا بصلاته ..!
✔️الأعمى .. من أخذ من الدين بعضه ، وترك بعضه ..!
(ومن كان في هذه أعمى، فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)
ولبلاغة الرد، ساد الصمت الجميع، فلا يخلو أحد من نقص أو ذنب..
أعد قراءتها، و بصدق مع النفس أصلح ماعميت عنه واعزم على التوبة وتصحيح مسارك في هذه الدنيا
اللهم نور بصائرنا و أبصارنا بما يرضيك عنا يا رب العالمين،،