خيمة التراث الشعبي بمنطقة الجلفة

خيمة التراث الشعبي بمنطقة الجلفة أكبر وأهم مصدر لتراث منطقة الجلفة ... أزيد من 1000 مقال في كل مجالات التراث المادي واللامادي
(1)

حضور اللباس العربي النايلي في المعرض الذي رافق حفل الاستقبال المنظم من طرف رئيس الجمهورية بمناسبة عيد المرأة #الجلفة    ...
07/03/2024

حضور اللباس العربي النايلي في المعرض الذي رافق حفل الاستقبال المنظم من طرف رئيس الجمهورية بمناسبة عيد المرأة
#الجلفة

اللباس النايلي النسوي في صور استقبال رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لرئيس جمهورية العراق الشقيق، السيد عبد اللطيف ...
02/03/2024

اللباس النايلي النسوي في صور استقبال رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لرئيس جمهورية العراق الشقيق، السيد عبد اللطيف جمال رشيد بمطار الجزائر الدولي هواري بومدين ... أمس الجمعة 01 مارس 2024 بمناسبة قمة الغاز لمنتدى الدول المصدرة للغاز.
إنه اللون الأبيض رمز الطهارة والعفة والبراءة والنية الطيبة ... لون اختارته أمهاتنا وجداتنا مثلما اختاره الأجداد في "الڨندورة" والقشابية والبرنوس الأبيض المصنوعين من الصوف ... إنها حضارة العرب.

01/03/2024

بمناسبة تدشين ومحو رمزية الكاردينال #لافيجري
هذا استقصاء تاريخي يتحدث عن دور لافيجري في التنصير بمنطقة الجلفة.
*****
الجلفة بين محنة التنصير ومنحة التبصير ... قصص الطفل قدور فيليكس والطفلة أونريات الزهرة والفيلسوف غارودي!!
*****
بن سالم المسعود،
*****

ليس من السهل لملمة تاريخ منطقة الجلفة خلال فترة الاحتلال الفرنسي لما عرفه من أحداث وجرائم شملت كل الميادين العسكرية والدينية والإجتماعية والإقتصادية والصحية ... ولعل الحديث عن الجانب الديني في منطقة الجلفة تحت الاحتلال الفرنسي ما يزال يحتاج الكثير من الدراسات لعدة أسباب منها:

ــ قلة الدراسات المتخصصة في شتى الميادين لا سيما منها التنصير والقضاء الإسلامي بمنطقة الجلفة ودور الشيوخ والأئمة وقت حرب التحرير

ــ صعوبة الوصول الى الأرشيف الفرنسي لا سيما فترة القرن العشرين لأنه لم تُرفع عنه السرية بعد

ــ إهمال توثيق الروايات الشفوية خصوصا وأنها تموت بموت الرواة

...

وقد سبق أن ألقينا هنا، في رحاب مدرسة الإخلاص العريقة، محاضرة عن الحرب الدينية ضد أهل منطقة الجلفة وقت الاحتلال الفرنسي لا سيما في القرن التاسع عشر وملخص المحاضرة هي أن تلك الفترة تميزت بـ:

ــ تهديم المساجد والزوايا في مختلف الحملات العسكرية كما حدث مع حملة العقيد رونو سنة 1846 في عين الخضرة بالشارف وفي مسعد سنة 1849 في حملة الجنرال لادميرو

ــ استهداف الطرق الصوفية من طرف المحتل الفرنسي بالنظر الى أن قادة المقاومات الشعبية في بلاد أولاد نايل كانوا كلهم من شيوخ الزوايا مثل الدرقاوية المدنية والرحمانية.

ــ الحرص على حصر بناء الجوامع بترخيص من الإدارة الفرنسية فقط وتحت إشرافها وأول مسجد كان "جامع الراس" بمسعد سنة 1858 ثم جامع الباشاغا بلقاسم سنة 1879 وهكذا دواليك.

ــ منع بناء المساجد داخل أسوار مدينة الجلفة التي ضلت تقرع فيها أجراس الكنيسة من سنة 1861 الى غاية سنة 1916 تاريخ الترخيص ببناء جامع وزاوية بن دنيدينة ثم جامع الباشاغا سي أحمد بن الشريف سنة 1919 ... أي طيلة 54 سنة على الأقل

ــ التضييق على جمع التبرعات للزوايا والمساجد وحصر ذلك لدى المتصرفين الإداريين الفرنسيين

ــ التضييق على الوظائف الدينية بكل مساجد الجلفة فنجد مثلا أنه من بين 13 وظيفة دينية (إمام ومفتي ومؤذن وحزاب وباش حزاب ومقرئ وحارس ومنظف، الخ) لم تستفد مساجد منطقة الجلفة سنة 1900 سوى من وظيفة واحدة هي "إمام" بأربعة مناصب فقط

#قصة الطفل "قدور فيليكس" والطفلة "أونريات الزهرة دو لاكروا"!!

تُعرف سنة 1867 بالمجاعة التي ضربت الجزائر وصاحبها وباء كبير قتل الكثيرين ... ومنطقة الجلفة تُحصي خلال فترة الاحتلال الفرنسي ثلاث مجاعات كبرى دون احتساب أعوام الجراد والوباء والمجاعات والكوارث الجوية ... ونحن هنا لا نتحدث عن الحملات العسكرية والإبادة والتغريم والمصادرة فهذا مبحث آخر ليس هذا موضعه، بل نريد التركيز على موضوع استهداف المجتمع من حيث الدين ووضعهم المعيشي ... ولهذا نجد أن الجلفة قد أخضعت لحكم الرائد المتعصب للصليب "دوسوني" كي يُطبّق مشروع التنصير سنة 1861 ويشرف على افتتاح الكنيسة وفي نفس الوقت يقترف مجزرة "مطمورة السطاعش" ... وقد نال الجزاء سنة 1880 حينما مُنح وسام "comte romain" من البابا ليون الثالث عشر وهو أعلى وسام بابوي لكل من خدموا الكاثوليكية فصار الجنرال دوسوني يحمل اللقب الرسمي !! "comte romain et de Sonis" ... كما نذكر هنا تصريح وزير التعليم العمومي الفرنسي "دو سالفاندي -Paul de Salvandy" في سنة 1854،"إذا كنا قد احتللنا الجزائر بالقوة، فإننا بالحضارة سنحتفظ بها، إن الجنس العربي لا يمكن السيطرة عليه الا بالدين أو الطب، فاذا كان الدين يفرقنا، فان الطبّ يقربنا".

ولنلاحظ هنا أن مأساة المجاعة والوباء والجراد سنة 1867 قد تزامنت مع مشروع الكاردينال لافيجري للتنصير ...

تعرف هذه الفترة في الذاكرة الشعبية باسم "سنين الشر" وهي ما بين سنتي 1860 و1870 ... وهي الفترة التي تم فيها:

- اصدار مرسوم تأسيس الجلفة في 20 فيفري سنة 1861

- اندلاع انتفاضة بوشندوقة في آفريل 1861 بالتزامن مع تدشين كنيسة الجلفة

- تأسيس مصلى من طرف الشيخ النعاس كرد فعل على فتح الكنيسة في نفس السنة

- اندلاع مقاومة قبائل بلاد أولاد نايل من جديد في ربيع 1864 بالتوازي مع ثورة أولاد سيدي الشيخ ...

- كما شهدت هذه الفترة أيضا زحف الجراد سنة 1867 على بساتين منطقة القصور (مسعد والحنية والمجبارة ودمد وزكار وعمورة وعامرة وعين السلطان وسلمانة وبرج المهاش والنثيلة) ...

الوضع الصحي كان حرجا جدا ومات فيه الكثير من سكان المنطقة ... ونضع هنا مقتطفات من تقرير مجلة "مدونة المذكرات الطبية" لسنة 1869:

"قبائل الصحراء نقصت ثروتها من المواشي وتقلص مخزونها من الحبوب بسبب الثورات والجفاف والأوبئة والجراد ... الأهالي المقيمون بالأغواط وجدوا النجدة ... الطبيب هورست قال بأنهم أحصوا حول الأغواط عددا ضئيلا من النساء والرجال قد ماتوا نتيجة الجوع وتعب الصوم المستمر ... الجلفة ضربها الوباء بشدة أكثر من الأغواط ... اضطر سكان دائرة الجلفة إلى أن يأكلوا العشب وحب العرعار مع بداية سنة 1868 ... لقد ماتت مواشيهم وإبلهم ... ولم يعُد في مستطاعهم الهجرة جنوبا للهروب من هذا الظرف القاسي ... فدخلوا مدينة الجلفة ... أما سكان القصور، الذين يعيشون على محاصيل بساتينهم، فإن حالهم لم يكن أفضل، ذلك أنهم وجدوا أنفسهم مع خراب هائل خلّفه زحف الجراد السنة الماضية (1867). تم بناء مأوى للمساكين بمدينة الجلفة ولكن الوفيات المسجلة به كانت مرتفعة ... لقد مات به أغلب الأطفال ... بُني مأوى آخر في منزل للأطفال وتقديم عناية وغذاء وعلاج أفضل ... ولكنهم سرعان ما ماتوا فأُغلق هذا الملجأ".

في هذه الظروف وجد لافيجري وأتباعه الفرصة مواتية لبدء النشاط التنصيري باستغلال الأطفال اليتامى وحاجة السكان الى الأكل والعلاج ... فجمع لافيجري في تلك السنة 1753 طفلا من أعمار مختلفة ومن شتى مناطق الجزائر ... مات منهم 800 طفل بسبب الأوبئة ... وأقام لهم ملجأ "Orphelinat" في بن عكنون ثم ملجأ خاصا بالبنات في القبة وآخر للذكور في الحراش "Maison Carée" ثم بنى قريتين للتنصير في منطق الشلف ... وكانت وسيلة التنصير هي بناء المستشفيات والتعليم واسعاف الأطفال والعجزة وتكوين الفتيات ... أي فعل الخير كغطاء للتنصير ... وقد وثّق المؤرخون كيف أنه قد سُجلت احتجاجات لبعض أولياء هؤلاء الأطفال ولكن رفض لافيجري إعادتهم إليهم فلم يرجع سوى 200 طفل وبقي في حوزته أكثر من 1000 طفل ...

وهاهو لافيجري يقول علنا "لقد وجب إعادة بناء الشعب وفصم حياته عن القرآن الذي ارتبط بهم منذ زمن بعيد وعلى فرنسا أن تسمح بتقديم الإنجيل أو تعمل على طرد هذا الشعب الى الصحراء بعيدا عن العالم المتحضر".

لقد ذكر لنا الطبيب بوشومب أنه قد أنشأ دارا لرعاية الأطفال بالجلفة سنة 1867 ولكن مات أغلبهم ثم أغلقت هذه الدار ...

في هذه الظروف تأكد لنا المشروع الذي يستهدف الجلفة وأنه لم يكن مجرد فتح كنيسة بها سنة 1861 للأوروبيين بل إن الأمر أبعد من ذلك ... وفي ظل غياب الأرشيف الذي لم ترفع عنه السرية لا سيما أرشيف الكنائس وسجلاتها، فإنه بحوزتنا حالتان فقط لطفل وطفلة عربيّين من الجلفة ...

لدينا الطفل قدور بن محمد المولود سنة 1863 بالجلفة

ولدينا الطفلة أونريات الزهرة دي لا كروا المولودة في ستينات القرن التاسع عشر

الطفل قدّور بن محمد صار فيما بعد طبيبا وكان ضمن 07 أطفال عرب رباهم لافيجري على النصرانية وبعثهم للتكوين في الكلية الحرة للطب بمدينة ليل الفرنسية، وهُم:

- قدور بن محمد الذي صار اسمه الدكتور قدور Félix

- عبد القادر المولود سنة 1861 بسيدي عكاشة بالشلف، اسمه Lin

- محمد بن حامد المولود سنة 1860 في بني جعاد بتيزي وزو، اسمه Vital

- قدور بن العربي المولود في شرشال

- محمد الصغير بن العربي المولود في شرشال سنة 1850

- أحمد بن ميلود المولود سنة 1861 في بني مناصر بشرشال، اسمه Michèl

- سي محمد بن حامد المولد سنة 1862 في بني حوا بالشلف، اسمه Frédéric

تقول قاعدة بيانات جامعة باريس ديكارت إن قدور بن محمد ليس يتيما بل إن اباه فلاح من الجلفة ... وهكذا يبدو لنا أنه ضمن الأطفال الذين رفض لافيجري إرجاعهم إلى آبائهم مستقويا بسلطة المحتل الفرنسي وتخويف الأولياء لإنجاح مشروعهم الغاشم ... وسنرى أن الطفل سيتربى تربية نصرانية بدليل أن أطروحته للتخرج سنة 1888 فيها إهداء الى لافيجري أسقف الجزائر وقرطاج وكبير أساقفة افريقيا

عمل قدور في مستشفى تونس بنهاية سنوات 1800 وقد وجدنا إشارة إلى أنه رجع الى الجزائر العاصمة وعمل بها سنة 1900 ولكن لم نتمكن من معرفة مصيره لغياب الوثائق والأرشيف.

أما الطفلة أونريات الزهرة فهي، حسب مقال لمؤرخ فرنسي صادر سنة 1998، من أصل عربي ومولودة بالجلفة وأن الكاردينال لافيجري قد أخذها من الجلفة وعمّدها ورباها على النصرانية ثم أرسلت الى غارداية ... ثم عُهد إليها بتربية طفل مولود سنة 1886 من تيميمون اسمه "قادة" على الكاثوليكية ثم رجع الى تيميمون وتزوج من ابنة عمه فطيمة التي تحولت الى الكاثوليكية وتوفيت سنة 1984.

مصير أونريات نجهله ... ولكن لابد من الإشارة الى وجود عجوز كبيرة عاشت في مدينة الجلفة الى سنة 1969 تاريخ وفاتها واسمها "ريات العمية" أي "أونريات العمية" وكان الناس يقولون أنها أوروبية ... وقد أخبرنا الحاج بلقاسم العمراوي أنها أقامت في دار صغيرة بالقرب من سوق الحذّائين بوسط مدينة الجلفة وأنها قد ناهزت على القرن عندما توفيت سنة 1969. كما يروي السيد مرجاني محمد بأنها كانت تتكلم العربية بطلاقة وأنه لم يشاهدها أبدا لا في الكنيسة ولا في المعبد اليهودي أما السيد فيروي أنه قد قيل إنها أسلمت ونطقت بالشهادتين بينما يقول كل من السيد المهندس بلحاج أحمد بأنها قد توفيت سنة 1969 ودفنت بمقبرة النصارى.

فهل "ريات العمية" هي الطفلة الجلفاوية التي خطفها الكاردينال لافيجري؟

#والآن نطرح السؤال ... هل كان هناك نجاح للتنصير في الجلفة؟

والإجابة هي لا ... لأن حالات مثل أونريات وقدور فيليكس كانت مع لافيجري الذي اختطفهم بعيدا عن حاضنتهم وعن أهلهم ولهذا لا يمكن أن نعتدّ بهذه النماذج الشاذة.

في الجلفة ضل السكان متمسكين بالإسلام بدليل أنهم رفضوا الصلاة في جامع الباشاغا بلقاسم لأن فرنسا فرضت بناءه بالقوة من طرف الهندسة العسكرية التابعة لها سنة 1879 ...

في الجلفة فشل التنصير لأن القاضي سي آدم الدلماجي كان يرفض مصافحة الأوروبيين والإختلاط بهم ووُصف بالتشدد

في الجلفة فشل التنصير لأن الكثير من الزوايا القارة والمتنقلة توسعت في مواجهة الآلة الإستدمارية

وفي الجلفة بقيت الزوايا قائمة رغم الحرب المعلنة عليها بدليل الدور الكبير للزوايا في مسغبة 1919-1921 وفي مجاعة ووباء 1940-1947

في الجلفة فشل التنصير لأن الناس كانت تدافع عن الإسلام بالفطرة بدليل سجن 03 شبان (بن شونان ولشخم والشامخ) لدخول في شجار كلامي مع ضابط فرنسي سب إذاعة القرآن على المذياع في مقهى

في الجلفة فشل التنصير لأن السكان بذلوا من مالهم ومن وقتهم وصحتهم لمواكبة الحركة الإصلاحية فأسسوا النادي الإسلامي ومدرسة الإخلاص وجمعية العلماء المسلمين

في الجلفة فشل التنصير لأن السكان رفضوا تعيين الإدارة الفرنسية لإمام مسجدهم في آفريل من سنة 1946 معتبرين ذلك تدخلا في شؤونهم الدينية

في الجلفة فشل التنصير نظرا لفطنة علمائها وأئمتها ومشايخها ... وهذا الشيخ سي عطية مسعودي (1900-1989) يلتقي قسا وقد اجتمع حوله الناس في إحدى الساحات ويقول لهم "أيها الناس، إن المسلمين يقولون بأن نبيهم محمدا قد مات ويقولون بأن عيسى حي وقد رُفع للسماء، والميّت أبقى من الحي" ... فانبرى له سي عطية مسعودي سائلا "هل أمك على قيد الحياة؟" فرد القس "نعم" ... وهنا أجابه الشيخ سي عطية "إذا فأمك أفضل من السيدة مريم عليها السلام بنظرية الحي أبقى من الميت؟" ... فجمع القس أناجيله وأدواته وتسلل بين الحضور.

في الجلفة فشل التنصير لأن حراس معتقل عين اسرار رفضوا إطلاق النار ضد الأوروبيين الأسرى ... وكانت أسئلة الفضول عن سبب عصيان الجنود المسلمين لأوامر الرائد كابوش ... فرد أحدهم أن الإسلام يُحرّم إطلاق النار على أعزل وهنا بدأت رحلة الإسلام لأحد أولئك الأسرى وهو الفيلسوف العالمي "روجي غارودي" ... وهذه هي منحة التبصير التي هزم بها الجلفاويون فرنسا وسلطانها وسلطاتها ...

(للبحث مصادره ومراجعه، مداخلة ألقيت اليوم بمدرسة الإخلاص العريقة بمدينة الجلفة، 18 فبراير 2023، تحت إشراف المدير الشيخ العلاّمة الفقيه سيدي الجابري سالت، برئاسة وتنسيق الدكتور عمر رتيمي، وإلقاء 04 مداخلات لكل من الدكتور سالت مصطفى والأستاذ بن سالم المسعود والدكتور زيان اسماعيل والأستاذ الباحث في التاريخ المحلي السعيد بوخلخال صاحب كتاب عن سيرة الأمير عبد القادر بمنطقة الجلفة).

24/02/2024


فيديو ترويجي للندوة الثالثة لتوثيق التراث الشعبي لمنطقة الجلفة المزمع عقدها بمدينة فيض البطمة يوم الخميس 16 ماي 2024.
يتم استقبال الأعمال المشاركة الى غاية يوم 22 مارس 2024.

مآثر أولاد نايل/قصة رجل فرّج على امرأة وتصدق على زاوية ففتح الله عليه***** تزخر منطقة الجلفة بحكايات عن الإيثار والكرم و...
06/02/2024

مآثر أولاد نايل/
قصة رجل فرّج على امرأة وتصدق على زاوية ففتح الله عليه
*****
تزخر منطقة الجلفة بحكايات عن الإيثار والكرم ورفع الظلم ومساعدة المكروب … وحكايتنا اليوم وقعت في فترة عسيرة تميزت بانتشار الوباء والقحط والمجاعة خلال الفترة من 1919 إلى 1921 من القرن الماضي. ولعل الحرب العالمية الأولى قد زادت من وطأتها بسبب نهب فرنسا لخيرات الجزائر وتوجيهها إلى جبهات القتال بأوروبا وقبلها صدور قانون التجنيد الإجباري سنة 1912 …

الحكاية نقلناها عن ثلاث مصادر مختلفة ومتواترة اتفقت جميعها حول مسرح القصة وهو قصر مسعد وصحراؤها وإحدى أسواق منطقة واد ريغ. كما اتفق الرواة حول بطل القصة ألا وهو شخص “الحاج عيسى بن دادي 1897-1978” المعروف بكونه من فرقة أولاد بوخلط وهو من أعيان عرش أولاد أم الإخوة.

اتسمت فترة الوباء بتزامنها مع الحرب العالمية الأولى وانتشار الأمراض وأخطرها آنذاك “الحمى الصفراء أو التيفيس” … وفاقم الوضع وقتها قلة اليد وفقدان المُعيل للكثير من الأسر إما بسبب الوفاة أو التجنيد الإجباري. ونتيجة لفداحة المعيشة استغل التجار اليهود هذا الظرف لممارسة الإحتكار والمعاملات الربوية والرهن … وقد كان قصر مسعد مقصد البدو الرّحّل والسكّان القارّين من أجل التقوّت فوجد اليهود ضالّتهم في الناس المضطرة لبيع أو رهن أغلى ما تملك … ولعلّ من هؤلاء الصاغة اليهود بمسعد ممن وُثقت أسماؤهم لاحقا سنة 1949 نذكر “عطية ابراهيم” و”كاسبي فيليكس” و”لالو الباز” و”زينو داود” …

دخل الشاب “عيسى بن دادي” سوق مسعد لإحدى مآربه وعرّج على محل صائغ يهودي فوجد هناك امرأة من قبيلة أولاد طعبة بصدد رهن “مَدْوَر” وهو قطعة حلي ذهبية مما اشتهر بإتقان صنعها “المعاليم” وهُم حرفيو بلاد أولاد نايل في هذا الميدان … وكان عهد النساء أن قطع الحلي عزيزة وترثها من أمها يوم زفافها وتورّثها ابنتها وهكذا من جيل إلى جيل … كما أن الشعراء لطالما تغنّوا بحلي النايليات وهاهو منهم، سنة 1942، الشاعر محمد بن شبيرة الريغي (1865-1957)، وقد عاصر قصة الحاج عيسى بن دادي والسيدة الطعبية، يقول:

صبّاط أحمر والخلاخيل تنڨمر *** و رديف آخر ينڨحوا في بعضاهم

نعت عرايس في المرادس تردّس *** سرج المَحبَس والحدايد ما اضواهم

بنات الرڨاد جبّارات الواد *** تاڨوا من لبعاد بانوا ما اعلاهم

خرجوا نعت الحور عنهم لاح النور *** شاعرهم مستور مقبول دعاهم

أمام هذا الرصيد عن حلي المرأة النايلية وقفت تلك السيدة الطعبية المحتاجة بين يدي الصائغ اليهودي الجشع وقبالتهما وقف الشاب “عيسى بن دادي” يرقب عن كثب هذا المنظر الرهيب لفريسة العوز والحاجة … كان أجل فكّ رهن “المَدور” قد حلّ ويبدو أن صاحبته قد جاءت تترجى اليهودي للتمديد وهذا الأخير قد رفض بشدة … نظرت السيدة إلى “المَدوَر” نظرة وداع وسقطت دمعة على على خدّها وتنهّدت قائلة “روح يا مدوري بالعافية” … فانفطر قلب الشاب عيسى لهذا الموقف وشعر بأن كلام المرأة هو بمثابة صرخة استغاثة فتحركت حميّته وثارت نخوتُه نحو هذه الأم الثكلى وهو الذي تربى يتيم الأب ويعرف ما تعانيه الأم في سبيل رعاية أبنائها …

تقدّم الشاب عيسى نحو التاجر يسأله عن ثمن فك الرهن … ثم دفع الثمن واستردّ المَدور وسلّمه لصاحبته وقال لها “هاكي مدورك … واذا وسّع الله عليك وفرّج كربك اسألي عني أنا عيسى بن دادي من أولاد أم الإخوة … ولا تثريب عليك إذا لم يكن عندك المال والله يسمح” … وهكذا خرج صاحبنا من مسعد وهو لا يملك سوى نصف مال تجارته.

هنا لم تنته القصة … بل سيأتي ماهو أعجب حول إيثار هذا الشاب …

كان ثمن فك رهن مدور السيدة الطعبية هو نصف ما يملك الشاب عيسى وكان قد نزل بمسعد ليتخذها منطلقا ضمن قافلة تجارية لأولاد نايل نحو بلاد واد ريغ بنيّة اقتناء التمور … وفي الطريق مرّت القافلة بمضارب زاوية “سي الصادق الناجوي، وهي زاوية متنقلة تأسست بنهاية القرن التاسع عشر وتوفي شيخها المؤسس سنة 1927 … وصلت قافلة التجّار الى مضارب هذه الزاوية فاستوقفهم شيخها “سي الصادق الناجوي” وحلف عليهم بالنزول ضيوفا عنده فلم يجدوا غير الإمتثال لدعوته طبقا لقوله صلى الله عليه وسلم “إذا دعاك أخوك فأجب” …

ولأن الشاب عيسى يعرف أصول الضيافة وهو ينتمي لعائلة تنفق على الزوايا وطلبة العلم فإنه تبرّع بما بقي له من ماله للزاوية المتنقلة وطلبتها وأهل نزلتها وهو نسميه في عرفنا “عطاهم زْيارة” … فدعا له شيخ الزاوية سي الصادق دعوة سيكون لها بفضل الله شأن لهذا الشاب في المستقبل القريب وفتح في تجارته …

ولما علم أهل القافلة بما صنعه الشاب عيسى بماله مع المرأة والزاوية لاموه أن كيف تعطي مال تجارتك لامرأة لا تعرفها فردّ عليهم قائلا “خلّوني في نيتي!!” … بل وصار صاحبنا فاكهة الطريق وسمع في طريقه من قد أزمع على أن يضاعف حمولته ولسان حاله يقول “إن إبل عيسى ستعود فارغة”.

وهاهي القافلة قد تجاوزت منطقة أم العظام وشارفت على بلاد السافل فتوقف الركْب للراحة … ولما انطلقت العير لمح الحاج عيسى صغير غزال فحمله معه ودخل به بلدة “جامْعة” … وخطف هذا الغزال أنظار أهل السوق ومنهم الحاكم العسكري الفرنسي وزوجته التي استولى الشادن على قلبها فألحّت في طلبه مهما كان الثمن وكان الحاج عيسى فيه من الزاهدين ولم يطلب مالا بل منحه للسيدة دون مقابل … فاستدعاه الحاكم الى حاميته وأمر له بحمولة من التمر ومبلغ من المال جزاء عطيّته … فكان فتحا عظيما على الحاج عيسى بأن رجع إلى أهله بدعاء الخير من ارمأة ثكلى وشيخ زاوية ومعه عطيّة ورزق وفير … ومنذ ذلك الزمن زادت تجارتُه وربت أرباحُه فصار من أكبر تجار وأثرياء الصحراء بل وأصبح من ملاّك واحات النخيل في بلاد سوف.

ويُروى أن السيدة الطعبية قد كانت في مستوى ثقة الشاب عيسى بن دادي وأنها قد بحثت عنه ووجدته وأرجعت له ماله بعد أن فتح الله عليها … ولم يتوقف شأن الرجل عند هذا الحد من الثراء بل تعدى ذلك أن خلّدته تلك السيدة بأبيات من الملحون وهذا ما وصلنا منها:

وين هو عيسى بن دادي؟ *** وين هو الراجل لنڨر؟

وين هو عيسى بن دادي؟ *** وين هو سلاّك المَدْوَر؟

تسريد البيتين: تتساءل السيدة الطعبية هنا عن موطن الحاج عيسى بن دادي وتعطي له وصفا شكليا بأنه رجل “أنڨر” أي يلبس الڨنور وهو عمامة كبيرة. ونجد في معجم “العين” للفراهيدي كلمة “القَنوَّر” بمعنى الشديد الرأس الضخم من كل شيء أي أن كلمة “قنور” هي في الأصل وصف للعمامة. وقد استخدمت السيدة الطعبية هذه الكلمة للدلالة على أن الرجل الذي تبحث عنه هو شخص وجيه ومن علّية القوم لأن “القنور” لا يلبسه أي كان.

وفي البيت الثاني تعطيهم وصفا خُلُقيا حول سجية الرجل وإيثاره انقاذَها من مخالب اليهودي الذي رفض التمديد لها لفك رهن مدورها …

بسجية الكرم والجود والإيثار الحاتمي رسم الحاج عيسى بن دادي لنفسه سيرة بهية بلغت الآفاق فذاع صيته بين قومه وصار رجلا مهابا وصاحب رأي ومشورة وكلمة مسموعة … قصة هذا الرجل معروفة ومتداولة عند الكبار في الجلفة ومسعد وصحرائها وفيض البطمة. هذه الأخيرة دُفن فيها بوصية من بطل قصتنا لما توفاه الأجل سنة 1979 بمسكنه في مسعد، رحمه الله وجعل الجنة مثوى له.
سعد بلخيرات/ حميد بلخيرات/ بن سالم المسعود (مجلة خيمة التراث الشعبي لمنطقة الجلفة)

المحاسيب … التقويم الفلاحي العربي في منطقة الجلفة (04)*****بقلم: أ. أحمد الداودي*****تمهيد:قيل أن أقدم الوثائق الفلكية أ...
22/01/2024

المحاسيب … التقويم الفلاحي العربي في منطقة الجلفة (04)
*****
بقلم: أ. أحمد الداودي
*****
تمهيد:

قيل أن أقدم الوثائق الفلكية أكّدية في بلاد ما بين الرافدين ( #العراق) والتي أثرت في الشرق والغرب وحفظ التاريخ بعدهم أسماء فلكيين يونانيين إلى أن جاء الإسلام فاكتظ سوق الفلك في نهاية القرن الثاني “02” الهجري بالتقاء المعارف الكثيرة وحركة الترجمة والرصد والتحقيق فنتجت دواوين علمية بحتة تخص الأرصاد والقياس والأزياج ودواوين فلكية بصيغة أدبية، ثم ظهر علماء أرادوا تبسيط بعض المفاهيم وصنع بعض الآلات لتقريب هذا العلم لعامة الناس لذا ظهرت الأرجوزات الفلكية كما ظهرت التقويمات أقدم ما بقي منها تقويم قرطبة سنة 961م.

في منطقتنا …

في منطقتنا- الجلفة- وغالب بلاد ، وجدتُ أن العامة تقول: الحساب بـ “الأوّل” وبـ “الأخّر” ويضيفون أسجاعا وأوصافا للمناخ والحيوان والنبات والتربة وغيرها فوقع في نفسي فضول أن أدوّن كل التجربة في مكان واحد وأتتبعها لتكون مرآة لهذا الجيل المستعمِل لها والذي بدأ بالاندثار.

[المحاسيب] مشتقة من الحساب، وهي خلاصة قرون من الملاحظة والتجربة وتراكم لتغيرات في أنماط التقاويم عبر الزمن لترسو التجربة على هذه الخلاصة – بشكلها الحالي الشامل – منذ 03 قرون، ولاينافي أن لهذه المحاسيب متغيرات حسب المنطقة والقبيلة بدءًا باسم المحاسيب نفسه.

لكن ما الحساب بالأول وبالثاني ؟

العرب الأقدمون في العصر الجاهلي استخدموا النجوم للاهتداء المكاني برا وبحرا والاهتداء على الفصول، واستعملوا القمر للاهتداء على مرور الأيام ودخول الشهور القمرية الراحلة عبر الفصول. كما استخدموا الأشهر الماكثة في الفصول وهي السريــــانية وعلقوها بالحساب العجمي الذي اعتمده يوليوس قيصر سنة 45 قبل الميلاد، وهذا هو المقصود فيما بعد لدينا بالحساب الأول. ثم جاء عصر “البابا غريغور” الذي قرر تصحيح الإنزياح السنوي بسبب عدم الأخذ بربع يوم الضائع من التقويم اليولياني مما تسبب في تغير الفصل في مناسباتهم النصرانية، فأمر سنة 1582 م بإلغاء عشرة أيام لتصحيح الفـارق واعتمد التقويم الثاني ونسب إليه باسم التقويم الغريغوري وهو المقصود بالثاني في منطقتنا وهو في عصرنا يشكل فارقا بــ13 يوما بين الحسابين 01 و02.

ما الفرق بين حسابات عرب المشرق والمغرب؟

كما أسلفنا أن الموروث العربي الذي عاشه ومارسه الأجداد حول الفلك والحساب يخرج من مشكاة واحدة جمْهرها ابن قتيبة (ت 276 هـ) نجوما تواريخ وأسجاعا وجرّبها بنفسه. في كتابه “الأنواء” يقول “فإن رأيت علم العرب بها هو العلم الظاهر للعيان الصادق عند الإمتحان” ويقصد هنا علم الأنواء والمواسم، ثم توالت القرون واصطلح المشارقة على إضافة المطالع لاختصار المنازل الثمانية والعشرين.

في ، انتقلت إليه هذه الحسابات بالخصوص من الأندلس وبرع منهم علماء في الحساب والرصد وبرع آخرون في نظم الأرجوزات لتقريبها إلى العامة.

وهنا نصل إلى أن المعرفة الفلكية لعهد قريب كانت على مرتبتين:

#الأولى هي المعرفة العامة المنتشرة بين الناس جميعهم وهي تمثل حدا أدنى يستطيع صاحبه أن يحفظ المحاسيب ومواقيتها ويمثل هؤلاء أغلب أفراد المجتمع متعلميه وأمييه على حد سواء، هاك مثالا عنه: يقول صديقي الشيخ دحمان بن علي قيرع:
“13 #ناير راس العام، شهر وْنُص قبله شتا، وشْهَر وْنُص بعده شتا

الليالي السود يجري الما في العُود، 10 موالح و10 صوالح و10 يدبّو الماء للسارح،

حروف الطا معناه: ثلطاعش إلى تسعطاعش، لوعيل يدير العش والغراب هو لوّل وفيهم ﭬويلات بياع هريسو،

الحادشية 11 في جامبر الذي هو آخر العام إذا جا المطر يجي زين،

أيام الربط: قالوا : كيّل يا محالي بن محالي لا تـﭬـول السوم غالي عشرين في عشرين ق ليالي أي يسّــﭬــدر الجليد،

ﭬــرة المعزة: المعزة تفرح من البرد كي راح قال لها الناير نسلف ليلة ونهار من فورارو ندير ﭬـــــــريناتك في النار،

ﭬــالوا الحسوم حسوم وشهر الحسوم ﭬــاع حسوم، يبداو في 11 في الربيع،

الفطاير ما بقاو ف السما مطاير، إذا فاتت الفطيرة ما بقات في السماء طيرة 07 مارسيات و07 يبريريات،

العنصلة 03 أيام نصف الصيف]”.

#الثانية وهي معرفة الخاصة وهم طلبة العلم من الزوايا الذين يحفظون المنظومات الفلكية وما فيها من تفاصيل كثيرة جدا أغنى زماننا عن معرفتها وصار لا يُحتاج إليها-أقصد بعض التفاصيل-
إذا، لأجل تسهيل ضبط الحساب وتوابعه أُلفت منظومات كان يـُحفّظ بعضها في الزوايا مثل منظومة أبي مقرع (1) والتي اختصرها محمد بن سعيد السوسي (2) وشرحها بنفسه في كتابه الممتع في شرع المقنع يقول في مطلعها:

يقول بعد حــمد مجري الفلك *** ثم على محمد الهادي الزكي

أزكى الصلاة وعلى الأشراف *** آل الــــنبي و كل ذي إنصاف

كذلك نجد منظومة الأخضري (3) في الفلك المسماة منظومة السراج ولها شروح، يقول في مطلعها:

الحمد لله العلي الحق *** المالك الوهاب رب الخلق

ومنظومة أخرى مجهولة الناظم مطلعها:

الحمد لله الكريم الباري *** مكور الليل على النهار

المحاسيب وتشمل: نجمة – ليلة – ريح – أسبوع-موعد-مطر كلُ منها مُقيّد بتاريخ يولياني، وبعضها غير مُقيّد بتاريخ وإنما بتوقيت مثل نجمة الضيف، التي يدل طلوعها على تصرف لباقة معروف لدى البدو وهو عدم اقتراب أي شخص من حرمة الخيمة ولو كان طلبا للضيافة، بالإضافة إلى استخدام القمر للاهتداء في الأحكام الشرعية.

#الخلاصة

المحاسيب في المنطقة، بمقتضى مدلول الكلمة هي مزيج متكامل من الحسـابات المتعلقة بالشمس والقمر والنجوم والتقويم العجمي والغاية منها الاهتداء الشرعي للأحكام والاهتداء المكاني للتنقل والاهتداء الزماني لمصالح المعاش.

الشمس: ترتبط بها أوقات الصلوات واتجاه القبلة

القمر: ترتبط به الأشهر القمرية والعام الهجري وترتبط به أحكام العبادات كالحج وعاشوراء وصيام رمضان والعـيدين والكفارات وعدة المطلقة والأرملة والزكاة وعشر ذي الحجة وعاشـوراء والأيام البيض.

بالنجوم: المنازل القمرية لتحديد المواسم مثل: الثريا وغيرها ونجمة القطب وبنات نعش لمعرفة القبلة، تتم مراقبة النجوم بعد صلاة الصبح بالنظر في الأفق ناحية القبلة لمعرفة المنازل.

العام العربي يقصد به الشهور القمرية لـ بالأسماء المحلية ويسمونها الشهور الرحّالة لأنها لا تمكث في فصل واحد: [محرم عاشورا- شَيْ عاشورا- الميلود – شَيّ الميلود – جاد – جُماد- رجم- شعبان- رمضان- محرم لول- محرم الثاني – شهر العيد ] والفارق بينه وبين السنة العجمية أي الميلادية 11 يوما.

أشهُر ويدعى محليا [لحساب بالأول]: [الناير- فورار- مارس- يبرير- مايو- يونه- يولز- غشت- شتمبر- توبر- نوامبر- جامبر ]

أشهُر ويدعى محليا [لحساب بالأخّر]: [جانفي- فيفري- مارس- أفريل- ماي- جوان- جويلية- أوت- سبتمبر-أكتوبر- نوفمبر- ديسمبر ]

هذه المحاسيب تتضمن في حدها الأقصى مايلي:

ــ موروث #عربي ضخم: 28 منزلة بالإضافة إلى أسماء نجوم السماء (أكثر من 200 اسما) وأسماء العام العربي الهجري 12 – بالإضافة إلى الأسجاع العربية القديمة ثم الأسجاع الشعبية العربية المحلية.

ــ موروث #روماني : وثنيا كأسماء الأشهر العجمية 12 منها يناير اسم إله –معاذ الله- البدايات وقصة العنزة – نصرانيا مثل عيد العنصرة وأسماء الأبراج وهو موروث يوناني

ــ مهارة رياضية في استنتاج العلاقات الحسابية التي تربط الهجري بالعجمي والعكس ومعرفة قران القمر مع النجوم والكواكب… إلخ

تنبيه: يتداخل في المحاسيب: التقويم+ الأسجاع+الطقوس

فأما التقويم فهناك: اليولياني ثم الغريغوري من جهة والتقويم الهجري من جهة أخرى وتربطهما حسابات يدريها أهل الإختصاص

الأسجاع: كلها أسجاع عربية

الطقوس: دخلت على المسلمين –للأسف- بعض الطقوس عبر الأندلس منها الوثني ومنها النصراني.

#الهوامش

(1) ــ أبي محمد عبد الحق بن علي المعروف بأبي مقرع البطيوي (ق 08 هـ)

(2) ــ محمد بن سعيد السوسي المرغتي المراكشي (1007- 1089هـ /1599-1678 م)

(3) ــ عبد الرحمن بن محمد الصغير بن محمد ابن عامر الأخضري البسكري المالكي 920-953هـ / 1512-1545

التقويم الفلاحي العربي بالجلفة (03) … الأشهُر والمنازل و”راس العام”*****(الشيخ سي الميلود شريّط، بتصرف بسيط جدا)*****كان...
16/01/2024

التقويم الفلاحي العربي بالجلفة (03) … الأشهُر والمنازل و”راس العام”
*****
(الشيخ سي الميلود شريّط، بتصرف بسيط جدا)
*****
كان الآباء والأجداد في قديم الزمان يُقيّدون وقتهم ومواقيتهم بعلامات كثيرة في الأرض والسماء، ومنها “القطب والمرزم والثريا والعصي واسهيل والبروج وبنات نعش والشولة والنعائم والبلدة والأسعاد والنيسان والعنصرة والاقدام وطلوع الفجر (الفجر الكاذب كذنب السرحان والفجر الصادق) وبيون الحال والصباح وشروق الشمس والضحى والزوال والقايلة والعصر والعشوة وتصفير الشمس والمغرب والليل والظلمة والشفق والهلال والقمر والبدر والفصول والمحاسيب الخ.
وكان لديهم أشعار في معرفة ذلك من بينهم شاعر المنطقة الكبير الشيخ “سي بوبكر بن صولة” حيث يقول :
والاّ سهيل إذا طلع من غرب وزاح
عكسو للمسيان دايم عبارة
والاّ المرزم والثريا والوضاح
والاّ القطب على يسار الفجارة
فيهم شعاعي كي نجمة الصباح
والاّ الزهرة والقمر والقرارة
هذه نجوم تُعرف بها المواقيت كوقت صلاة الفجر وأوقات الليل ويهتدي بها المسافر ليلا. ولهم تسميات خاصة لشهور السنة القمرية والسنة الشمسية والسنة الميلادية.
فأما أسماء الشهور القمرية فهي: عاشوراء وشاي عاشوراء والميلود وشاي الميلود وجاد وجماد ورجب وشعبان ورمضان والمحرم الاول والمحرم الثاني وشهر العيد. والسنة القمرية تبدأ بيوم واحد من شهر المحرم “عاشوراء”.
وأما أسماء الشهور الشمسية هي: الناير وفرار ومارس ويبرير ومايو ويونه ويولز وغشت (قد تسمع من ينطقه قوشط) واشتنبر وتوبر ونونبر وديسمبر. والسنة الشمسية تبدأ بيوم واحد من شهر الناير.
وأسماء الشهور الميلادية هي: جانفي فيفري مارس آفريل ماي جوان جويلية اوت سبتمبر اكتوبر نوفمبر ديسمبر جانفي. والسنة الميلادية تبدأ بيوم واحد من شهر جانفي.
وعلى ذكر المواقيت هنا أقول أن منطقتنا في القديم كان أهلها يعتنون كثيرا بمُصنف “السوسي” وهو أشهر ما كتب في المواقيت وعليه.
فالسنة التي كان عليها الآباء والأجداد يسمونها “السنة الفلاحية” وتبدأ من دخول الناير والناير عندنا يوم الرابع عشر من شهر جانفي وفي هذه السنة (2022) عامنا الفلاحي يبدأ بيوم الجمعة الرابع عشر جانفي.
وكان لدى الآباء والأجداد ليلةَ العام عاداتُ حسنة تدخل في حيز التفاؤل بعام خصب “صابة” مليء بخيرات الأرض، هذا هو باختصار مفهوم العام عند أوائلنا وليس لهم طقوسات تعبدية ابتدعوها لا وألف لا.
ليلة العام يسمونها “ليلة الطعام” أيام أن كان الطعام نادرا ولا يوجد الا عند قليل من الناس.
لما تأتي ليلة العام يفرح الرعاة والأولاد والفقراء والمساكين ويقولون (الليلة العام نشبعوا طعام) لأن من عادة الأثرياء الموالين والفلاحين آنذاك أيام المحنة الاستدمارية التجويعية أنهم يفتحون المطامير المُخزن فيها القمح والشعير ويوزعون منه أي القمح على الجيران والفقراء والمساكين … وكذلك يفتحون أواني الدهان ويوزعون على جيرانهم لأن الدهان والصوف والحليب واللبن في زمانهم حرام بيعه على الفلاح.
و”الفريسة” يعني الشاة إذا مرضت وذبحها مالكها تسمى “فريسة” لم يبيعوا لحمها بل كانوا يوزعونه على السماط (السماط هو مجموعة من الخيم يقيمون مع بعضهم متجاورين). هذه هي عادتهم وللتذكير كان عامهم بالطعام والدهان فقط لا فرّوج ولا دجاجة!!.
كما كانوا يُبدّلون أثافي الكانون “المناصب، جمع منصبة” يجددونها تفاؤلا لا اعتقادا فيها بل من باب التفاؤل بالخير فقط.
ويحضرني في هذا ما سمعناه ممن عاصروا فقيه المنطقة مفتي أهل الشارف في زمانه الشيخ “سي محمد قحضاب عبد اللاوي”، رحمه الله، ولمّا نقول فقيه أو مفتي حسب ما يحمله في صدره من علم فلقد كان يحفظ كتاب الشيخ خليل رحمه الله فيه أربع مجلدات يحفظه سي قحضاب عن ظهر قلب ويحفظ صحيح مسلم عن ظهر قلب ويحفظ الاجرومية والكفراوي في النحو والصرف ويحفظ القرآن وله اطلاع واسع في فهم الشريعة … قالوا كان “سي قحضاب” قاطنا أي “حاط، ساكن” مع جماعة من بني أعمامه وفي ليلة عام من الأعوام خرج أصحاب السماط أي الرجال يجرون الى العرقوب أو البطحاء يلتقطون حجارة جديدة كمناصب للكانون فجرى معهم “سي محمد قحضاب” وحمل ثلاث حجرات فقال له أحدهم “يا نعم سيدي هذا الفعل مذكور في الكتاب؟”.
أتدرون بماذا أجابه فقيه وحكيم عصره؟
قال له “يا بني هاو محمد قحضاب أحاط بجميع الكتب، أنا لم أحط بكل ما كتب، نحن وجدنا من هم أفضل منا يفعلون من أجل الفال فقط يتفاؤلون وهذا ليس فرضا ولا سُنة وانما من باب العوايد الحسنة وما كان من الحسن فهو حسن وما كان من العادات السيئة فهو سيء”. رحمة الله على العلماء والحكماء.
ومفهومنا الذي قصدنا تصحيحه هو:
إن أهل منطقتنا لم يفعلوا في هذه الليلة ما يخالف شرع الله أبدا ولم يشرعوا لأنفسهم أو للناس عبادة خاصة ليلة العام ولم يعظموا هذه الليلة بأي نوع من التعظيم ولم يعتقدوا أنها مثل عيد الفطر وعيد الأضحى أبدا … فقد كانت لهم عادات حسنة تفاؤلية وما كان خلاف ذلك فهو باطل لا أصل له.
إن العام عند آبائنا يطعمون الطعام في بيوتهم لأسرهم فقط ويتصدّقون بالقمح من المطمورة التي يظهرونها أي يفتحونها ليلة العام ويوزعون الدهان فقط ولا ينبئك مثل خبير … هذا عام شمسي فلاحي عندنا وليس بعيد مأمور به والسلام عليكم ورحمة الله.
(الصورة جبال تفارة، بلدية زكار)

Adresse

Djelfa

Notifications

Soyez le premier à savoir et laissez-nous vous envoyer un courriel lorsque خيمة التراث الشعبي بمنطقة الجلفة publie des nouvelles et des promotions. Votre adresse e-mail ne sera pas utilisée à d'autres fins, et vous pouvez vous désabonner à tout moment.

Contacter L'entreprise

Envoyer un message à خيمة التراث الشعبي بمنطقة الجلفة:

Vidéos

Partager

Type