05/05/2024
إن للزمن قوة رهيبة في إظهار باطن الأشياء و تغيير الحال الى الاخر ، فبفعل الزمن يصدأ الحديد بعد أن كان آية للصلابة و القوة ، تُهدم البروج المشيدة بعد أن كانت رمز العلو و الهِمة ، لكن أبدًا لم نسمع أن الذهب يصدأ أو تنقص خصائصه ، و عودة لتلك القوة العظيمة التي لها القدرة أيضا عن كشف النوايا و إظهار باطن النفوس و التي أظهرت لنا أنياب إدارة فرع السلة و انتهاكها لكرامة الجمهور ، اذ انطلاقا من باب الولوج للقاعة يبدأ ذلك الانتهاك عبر السب و الشتم من طرف مراقبي التذاكر لعامة الجماهير و وصفهم بأبشع النعوت ، كما يتم سلب بعد الجماهير تذاكرهم و ارجاعهم ادراجهم رغم أنهم اقتنوا التذكرة و قدموها للمراقبين ، و بعد ذلك يعاد بيع التذاكر المسلوبة و استفادة المراقبين من ثمنها و ذلك تحت سكوت تام للإدارة , كما تم منع الجماهير من ولوج دورات المياه و ثم قطع الماء من كافة الصنابير المتواجدة بالقاعة ، فكما يعلم الجميع بتواجد كل هذه العيوب تصبح هذه القاعة غير مهيئة لإستضافة المباراة لكن فضلت الادارة مصالحها على حساب راحة المشجعين .
و بعد أن عانى السلاويون الويلات من سب و سلب للحقوق بدءا من لجنة المراقبة عبر المرور بمرحلة التفتيش و التي فاتت سابقتها في سلب الكرامة والضرب في الحقوق ، اذ إن أفواه السلطات لا تخرج الاّ أسوأ الأوصاف و أبشع النعوت ، فتارة تسب هذا و تارة تبطش بالآخر ، حيناً تدفع هذا و حيناً تعتقل ذاك دون أسباب تذكر أو تُهمٍ تُلحظ ، ناهيك عن التفتيش المبالغ فيه والمرافق بالسب و التهديد بالاعتقال ، كل هذه المعاملات ناهيك عن ضرب الحريات لا تشفي طابعهم السادي بل يتخطون كل الأعراف بكل برودة عبر تصوير كل الجماهير واحدا تلو الآخر صورا من كل الجوانب مرفوقة ببطاقتهم الوطنية ، تعامل يوحي للأذهان أن أولئك الجماهير هم تلة من المجرمين وجب أخذ الحيطة منهم أو مجموعة من ناهبي الثروات أو الملك العام ، لكن نجد أن الأغلبية الساحقة أناس فعالون في المجتمع ، حاملون للديبلومات و شهادات عليا و يساهمون في ازدهار البلد لا خرابه ، و لم يكتفي رجال "السلطة " بكل هذا فيشرعون بالاختلاط بالجماهير وسط الأماكن المخصصة لهم بغية خلق نزاعات مع رجال العزة عبر استفزازهم و التفوه بكلمات حاطّة من الكرامة هدفها إشعال نيران الغضب، كما يشرعون بالمصادرة باسم القانون للعديد من أدواتنا التشجيعية من أوشحة و غيرها .
و بعد أخذ و ردّ بين المجموعات السلاوية قُرّر مقاطعة مباراة نصف نهائي كأس العرش إياب صونا لكرامتنا كجمهور ، و كي يعلم عموم متتبعي الشأن الرياضي ما تعانيه الجماهير من ظلم و طغيان ، و كي تعلم أيضا إدارة الفرع و السلطات أن الرياضة بدوننا لا تساوي شيئًا و أننا نحن من بنينا ذلك الصرح العظيم و ذلك الاسم المهيب ، و نؤكد على أنه إن أكملت السلطات مسارها القمعي الظالم و لم تتدخل الادارة لانهاء هذه المعاناة سنضطر مُكرهين الى مقاطعة مفتوحة الى أجل غير مسمى لصون كرامة السلاويين ، تعيش سلا و يعيشوا ولادها أحرار .